السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي متزوجة وأم لابنة واحدة، وأعتقد أن مشكلتها تكمن في الخلفة؛ لأنها تريد إسعاد زوجها بولد آخر، لكن محاولاتها كلها باءت بالفشل، السنة الماضية جحضت عيناها، حيث كان لديها مشكلة في الغدة الدرقية، وقد شفيت الآن والحمد لله من هذا المرض.
وهي الآن تعاني من مشكلة في إفراز مادة في الجسم، وهي التي تهدئ من روع الإنسان إذا فزع، كانت تستعمل دواء لهذا المرض لكن أعراضه الجانبية كبيرة بما فيها التأثير على الحمل، أختي زارت العديد من الأطباء، حتى الأطباء النفسانيين لكن دون جدوى، تعاني أختي من اكتئاب.
سمعت عن دواء بعشبة (يوحنا) إن كان الاسم صحيحا فعالا ولا يسبب أعراضا جانبية، وهل يناسب أختي؟ وأين يمكن لي أن أجده؟
آسف على الإطالة، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
وكل عام وأنتم بخير، وأشكرك جدا على اهتمامك بالحالة الصحية لأختك.
لا شك أنه إذا كان السبب في الاكتئاب بالنسبة لأختك هو أنها لم تنجب ذرية غير بنت واحدة، فهي تحتاج لنوع من التوجيه والإرشاد والمساندة من جانبكم، ولابد لها أن تتأمل في السياق القرآني: ((لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير))[الشورى:49-50].
أخي: لا أرى أي علاج سلوكي أعظم من ذلك، عليها أن تتأمل في ذلك، وإن شاء الله سوف يكون ذلك مبعث الطمأنينة الكاملة بالنسبة لها، عليها أن تسأل الله أن يحفظ لها ابنتها، عليها أن تسأل الله أن يجعلها من الصالحات، وعليها أن تتذكر أن هنالك من ليس لهم ذرية في الأصل، عليها أن تتذكر أن ما أتاها يعتبر نعمة كبيرة، عليها أن تقبل بالأمر من المنطلق العقدي، هذا أمر ضروري جدا يا أخي، وهذا هو أفضل علاج بالنسبة لها في رأيي.
أما بالنسبة للأعراض الاكتئابية، فنحن نعرف أن الإنسان حين يواجه الصعوبات والمشاكل مهما كانت درجة إيمانه، ربما يتأثر وجدانيا وعاطفيا، ولا ننس الأدوار العلاجية الأخرى، العلاجات السلوكية، العلاجات النفسية، العلاجات الدوائية.
بالنسبة لإفراز الغدة الدرقية؛ لابد أن تكون منتظمة؛ لأن اضطرابات الغدة الدرقية ربما تؤدي إلى تغيرات نفسية؛ خاصة الإصابة بالاكتئاب والتوتر.
أنت حقيقة لم توضح لي اسم الدواء الذي كانت تتناوله الأخت، والأدوية التي بها أعراض جانبية كثيرة لا نستعملها الآن، لأنها توجد بفضل الله تعالى مجموعات طيبة جدا من الأدوية فعالة وممتازة وقليلة الجرعات وفوق ذلك لا توجد آثار جانبية كثيرة.
هنالك أدوية ممتازة مثل البروزاك، سبراليكس، لسترال، كلها أدوية فعالة ولا تسبب آثارا جانبية، وأتمنى لأختك أن تتناول أحد هذه الأدوية لأنها بالطبع مفيدة ويمكن أن تستشير الطبيب النفسي في ذلك.
بالنسبة لما سمعته عن عشبة يوحنا، هي في الحقيقة تسمى بعشبة القديس جونس، لا أعرف من أين أتت هذه الترجمات ولكن يمكن أعطيك الاسم باللغة الإنجليزية، تسمى St.gohns wort، بالنسبة لهذه العشبة هي بالفعل عشبة طبيعية وهنالك أدلة عملية موثوق بها تدل أنها تساعد في علاج الاكتئاب البسيط، حيث إن بها مكونات كيميائية تؤدي إلى تنشيط مادة السيرتونين وهي المادة التي تسبب الاكتئاب، أي اضطرابها يسبب الاكتئاب، إذن هنالك إشارات إيجابية تدل أن هذه العشبة تساعد في علاج الاكتئاب من الدرجة البسيطة.
هي تناسب أختك ولكن يا أخي من الأفضل أن تتناول الأدوية المضمونة، الأدوية التي أثبتت الدراسات أنها أكثر فعالية وهي التي ذكرتها لك سابقا، مثل البروزاك والسبراليكس، وبالنسبة لهذه العشبة توجد في بعض الدول في بعض الصيدليات، لا أعرف الموقف بالنسبة للمملكة المغربية، ولكن قمت بتزويدك بالاسم الصحيح، ويمكنك أن تسأل عنها وهي موجودة –كما ذكرت لك في الصيدليات– ولا تحتاج لوصفة طبية، وأنا يا أخي أفضل لأختك أن تتناول الأدوية التي أثبتت الأبحاث فعاليتها، وأكرر لك أن الآثار الجانبية لهذه الأدوية الحديثة قليلة جدا.
وأسأل الله الشفاء والتوفيق والسداد لأختك، وكل عام وأنتم بخير.