أثر التوتر النفسي على الجسد

0 435

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة في الأربعين من عمري أعاني من أني إذا غضبت أتعب، أجلس يومين وثلاثة لا أقدر على التحرك, أحس دائما بتنميل في الجسم, وأحيانا يأتيني مغص، وهذا المغص يأتيني في فترات متقاربة خلال 18 سنة مضت, وأحس بوجع في الرأس، وبتغير في الصوت, وشهيتي للأكل قليلة, لا أنام مرتاحة أبدا, ونومي قليل, وفي أوقات أحس بآلام في رجلي وحرارة.

ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني الزيروكسات، استخدمته أسبوعين, لكن تعبت تعبا شديدا جدا, وأحسست بتدهور حالتي أكثر فتركته، دلوني على حل لما أعانيه, وإذا كان هناك دواء غير الزيروكسات أعراضه الجانبية أقل وأخف؛ لأني لا أقدر أتحمله أبدا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

أيتها الأخت الفاضلة: هذه الأعراض الجسدية التي ذكرتها بالطبع هي من صميم الأعراض النفسوجسدية للتوتر والقلق والذي يكون مرتبطا بالقلق والغضب في بعض الحالات كما في حالتك.

هذه التغيرات الجسدية مثل: المغص، والتنميل، وتغير الصوت، هي في الحقيقة ناتجة عن الانقباضات العضلية التي تحدث نتيجة للتوتر، التوتر النفسي والغضب يؤدي أيضا إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات قابلية للتوتر هي عضلات الصدر، وعضلات المعدة، والأمعاء، ولذا يحدث هذا المغص وهذه التغيرات، كما أن الشعور بوجع الرأس ناتج أيضا عن انقباض عضلة فروة الرأس، ونحن نسميه بالصداع القلقي.
ولا شك أن القلق يؤدي أيضا إلى تدهور، وقلة الشهية في الطعام، وصعوبة في النوم، والشعور بالآلام العامة.

إذن أيتها الأخت الفاضلة: حالتك هي حالة نفسية، ولكن أؤكد لك أنها حالة بسيطة أيضا بالطبع في عمرك وهو 44 سنة، نحن دائما أيضا نستشعر أن بهذا العمر ربما تبدأ بعض التغيرات الطبيعية الهرمونية لدى بعض النساء، وهذا يؤدي في بعض الحالات لشعور بالحرارة.

نحن أيضا نتفهم بفضل الله تعالى علينا أن القلق في هذا العمر ربما لا يخلو من سمات اكتئابية بسيطة، ولذا نفضل أن نعالج هذه الحالات بالأدوية المضادة للاكتئاب، وفي ذات الوقت تحمل صفات علاج القلق.

إذن من هذا المنطلق أيتها الأخت الفاضلة، بالرغم من أن الزيروكسات من الأدوية الطيبة والممتازة، ولكن بما أنك لم تستطيعي تحمله فيكون الدواء البديل هو العقار الذي يعرف باسم زولفت، ويسمى أيضا بالسترال، جرعته بسيطة وهي حبة واحدة 50 مليجرام ليلا، أرجو أن تتناوليها قبل تناول الطعام بساعة، هذا الدواء لا يسبب آثارا جانبية، ربما يكون استرخائيا بدرجة بسيطة في الأيام الأولى.
أرجو أن يكون جسمك يتحمله، وأنا واثق أنه من الأدوية البسيطة والسليمة والجيدة جدا، لا أود أن أكون متشائما، ولكن إذا لم تتحمليه يمكن بعد ذلك أن تجربي أدوية أكثر بساطة، ربما تكون أقل فعالية ولكن - إن شاء الله - أيضا يكون لها أثرها الإيجابي، ومن الأدوية البديلة العقار الذي يعرف باسم موتيفال، جرعته هي حبة واحدة ليلا، وأعتقد أن ذلك سوف يكفي في حالتك، الموتيفال لا يتطلب أي وصفة طبية، ويمكن الحصول عليه بدون استشارة طبية من الصيدليات.

مدة العلاج إذا أردت أن تبدئي باللسترال وهو الذي أفضله، هي حبة واحدة ليلا كما ذكرت لك، يمكن أن تتناوليها لمدة أربعة أشهر، ولا تعتقدي أن هذه مدة طويلة، وهي مدة علاجية مطلوبة في هذه الحالات، وبعد نهاية الأربعة أشهر خفضي الجرعة إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عنه.
أما إذا فضلت البداية بالموتيفال، أو لم تتحملي اللسترال فجرعة البداية الموتيفال هي حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر.

أيتها الأخت الفاضلة: بجانب العلاج الدوائي لابد أن تمارسي بعض تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة جدا، خاصة تمارين التنفس، وتمارين رياضة البطن، هنالك الكثير من الأشرطة والكتيبات الموجودة بالمكتبات بالمملكة يمكنك الاستعانة بها حتى تطبقي هذه التمارين بصورة صحيحة.

لا تستغربي أختي أيضا لو أوصيتك بممارسة الرياضة، أي رياضة في داخل المنزل، يمكن أن تتوفر بالنسبة للمرأة، وهي أيضا مفيدة في مثل هذه الحالات، عليك أيضا أن تعبري عن ذاتك، عليك ألا تحتقني داخليا، الأشياء التي لا ترضيك عبري عن نفسك في حدود الذوق؛ لأن الاحتقان النفسي الداخلي يؤدي إلى الغضب وغيره.

ولابد أن ندرك ونتذكر ما ورد في السنة المطهرة عن معالجة الغضب، وهو أولا ألا نغضب، ثانيا يجب أن نغير مكاننا، أن نتوضأ، أن نصلي ركعتين، وأنا أقول أيضا لابد للإنسان أن يسمع نفسه صوت عقله بأن الغضب ليس صفة حميدة، وإذا غضب علينا الآخرين ربما نجد أننا لا نستطيع أن نتحملهم فكيف سوف يتحملوننا؟! هذا إن شاء الله نوع من الحوار الذاتي الداخلي الذي يحسن كثيرا في علاج هذه الحالات.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله لك الشفاء، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات