السؤال
أنا شاب من فلسطين، من مواليد الكويت، تزوجت منذ فترة من فتاة كنت أحبها، وبعدها بفترة وجيزة انفصلنا، المهم كنت أعرف امرأة من جماعتنا أرملة وتكبرني بـ8 سنوات وهي على خلق، وبفضل رب العالمين ثم بفضلها جعلتني ألتزم في صلاتي وأخاف الله وأتقرب إليه، لدرجة أني أصلي الفجر ومعظم الصلوات في المسجد وأختم القرآن.
المهم أني أحببتها لدرجة أنني لا أقدر على البعد عنها، علما أنها وقفت بجانبي وقفة نفسية ومعنوية ومادية، وأريد الزواج منها؛ فما رأي الشرع من ناحية العمر؟
إنها تكبرني في السن، وقد رأيت أن أستر عليها وعلى نفسي من أن لا أزني وأغضب ربي مني، وأسأل الله أن يبارك زواجنا.
أرجو المساعدة منكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمسة عشر عاما، وعاش معها في عيشة هنية لم تعرف الدنيا مثلها، رغم أن خديجة رضي الله عنها كانت قد تزوجت بعدد من الرجال قبل معرفتها لسيد الرجال عليه صلاة ربنا الكبير المتعال.
ولذلك فنحن نقول: ليس فرق العمر سببا للمشاكل الزوجية، ولكن عدم الفهم لهذا الأمر قد يجعل الكثيرين يتخوفون من النتائج، ولعل من المناسب لمن له تجربة زوجية لم تكلل بالنجاح أن يتزوج بامرأة لها تجربة لأنها تكون أعقل وأحرص على الاستقرار.
وإذا كانت تلك الأرملة صاحبة دين وأخلاق وهي من الجماعة -كما ذكرت- فلن تجد أفضل منها، فلا تتردد في القبول بها والتقدم لطلب يدها ولا تتأخر فخير البر عاجله، كما أن في النكاح حفظا للإنسان، فراقب ربك الرحمن، وأبشر بمعونة الله لمن يطلب العفاف، ونسأل الله أن يغنيك بالحلال عن الحرام، وأن يجنبك الزنا والفسوق والآثام، ومرحبا بك بين إخوة وآباء كرام، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك السعادة والوئام.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة أن تكون علاقاتك محكومة بآداب الشرع.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به. وبالله التوفيق والسداد!