السؤال
أنا فتاة يتلاعب بي الشيطان، ولا أعرف ماذا أفعل؟ فقد كنت محبة لديني ومتدينة إلى أن تعرفت على الشات، وأصبحت أكلم الرجال والشباب. وطبعا لقلة فرص الزواج انزويت وانعزلت عن الدين، وأصبحت حياتي كلها في هذا الشات اللعين. والآن أفكر في السفر، وهذا طبعا لأن بلدي ليس فيها فرص عمل.
لا أعرف كيف أرجع لديني، وكيف أبعد عن الشات! حاولت مرارا أن أترك هذا الشات دون جدوى. بل وللأسف من الممكن أن أتكلم بكلام لا يرضاه عقل ولا دين.
أرجوكم أنا أعرف أني لا أستحق نصيحة ولا شفقة، ولكن فقط أنقذوني. أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ F حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت تستحقين النصح والاهتمام، وقد تصبحين أفضل من الكثيرات إذا صدقت في توبتك، وسوف يبدل الله سيئاتك إلى حسنات، ومرحبا بك بين آباء وإخوان كرام، يتمنون لك الخير والتقدم للأمام، وأبشري فإن باب التوبة مفتوح، ورحمة الله تغدو وتروح، وربنا يفرح بتوبة من كانوا في الظلام، فسارعي بالرجوع إلى الله قبل نزول الغضب والانتقام، واعلمي أنه سبحانه يمهل ولا يهمل.
ولا يخفي عليك أن الشيطان هو العدو، وقد قال رب العزة والجلال: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ))[فاطر:6]. ولكن كيد هذا العدو ضعيف، ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وإذا جاءك الشيطان فتعوذي بمالك الأكوان، ورددي ذكر الرحمن؛ فإن الشيطان يهرب إذا ذكر الله.
وأرجو أن تعلمي أن الشات مليء بالذئاب، فلا تنخدعي بكلامهم، وأسأل الله أن يقيك شرهم، واعلمي أن الفتاة لا تملك بعد الإيمان شيئا أغلى من حيائها، فحافظي على وقارك، وابحثي عن الصالحات، وأشغلي نفسك بطاعة رب الأرض والسماوات.
واعلمي أن كثرة الكلام مع الشباب لا تعجل بالزواج، بل هو طريق إلى الخسارة والعنوسة والبوار، أو الشقاء في بيت الزوجية والشكوك والدمار. وقد ثبت بالدراسات والإحصاءات: أن المحجبات أسرع وأكثر زواجا من المتبرجات المتنازلات عن حيائهن والعفاف، وليت بناتنا يتذكرن ما قالته تلك المتبرجة بألم: إنهم يخدعوننا، إنهم يعبثون معنا، ويأخذون أغلى ما عندنا، ثم يتزوجون من غيرنا. لأن الشاب لا يرضى بالخائنة أما لأولاده، وأمينة على عرضه وداره. فلا تغتري بكلمات الإعجاب؛ فإنها خديعة من الذئاب. فاتق الله وعودي للصواب، واجعلي أولى خطوات التصحيح بالعودة للتواب، وأرجو أن تشغلي نفسك بالخير، وتتوجهي إلى من بيده الخير، ولا تقبلي إلا بالعمل الشريف، ولا تسافري بدون محرم، فتعرضي نفسك للفتن وتخالفي أحكام الدين.
واعلمي أن الله قسم الأرزاق والآجال، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقي وأجملي واعتدلي في طلب الرزق، ولا يحملك تأخر الرزق في الزواج على الوقوع في غضب الملك الديان.
وبالله التوفيق والسداد.