السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي أسئلة كالتالي:
هل هناك تأثير سلبي في حياة من تزوج من امرأة تكبره سنا؟ مع العلم أن هذه المرأة تتحلى بأخلاق رفيعة ولها شيء من الدين، ولم يسبق لها الزواج من قبل.
هل لي أن أتقدم لخطبة هذه الفتاة كي لا أخسرها بعد ذلك؟ مع العلم أنه إذا لم ييسر أهلها تكاليف الزواج قد تطول مدة الخطبة كي أجمع المال الكافي لذلك.
هل أخبر زوجتي أنني سأتزوج ثانية بعد زواجي منها؟ أو أكتم ذلك عندي حتى أقوم بذلك؟ وإذا كان من شروط العقد عدم فعل ذلك هل لي أن لا أفعل؟
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن زواجك من المرأة الثانية أمر شرعه الله، ولا يشترط فيه إذن أحد من الناس، ومن حق زوجتك الأولى أن تطالب بحقها كزوجة، ومن حقوقها العدل بينها وبين الزوجة الثانية مع ضرورة أن تتأكد من قدرتك على العدل، ومن توفر الإمكانيات المادية التي تعينك بعد توفيق الله على تحمل المسئولية، وإذا كانت الزوجة صاحبة دين وأخلاق فلن يضرها كبر سنها، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها، وهي أكبر منه بخمسة عشر عاما وعاش معها كأحسن حياة وجدت على وجه الأرض.
ولا يخفى عليك أن الخطبة خطوة في الطريق، وأنها مجرد وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، كما أن طول فترة الخطبة لها آثار سلبية على الزوجة وأهلها وعلى مستقبل العلاقة مع زوجها، وخير البر عاجله، ولو كان غلاء المهور مكرمة لسبقنا إليه رسولنا والأبرار من أصحابه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة الإحسان لزوجتك الأولى والثناء عليها والاعتراف بفضلها وسبقها، وإكرامها بشيء يسرها قبل الدخول على زوجتك الثانية فإن الوفاء من أخلاق الكرام، وإذا أردت أن تخبرها فلا مانع بعد معرفة ردود الفعل المتوقعة ومعرفة وجه المصلحة في ذلك، فإن كانت هناك مفاسد متوقعة فيمكنك إخفاء الأمر عنها حتى تعلم بذلك في الوقت المناسب مع ضرورة أن لا يكون القصد من الزواج هو الإضرار بها.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.