السؤال
السلام عليكم.
جدتي عمرها يقارب الثمانين، وهي مصابة بمرض الزهايمر، ولم تعد تعرف أحدا، وتقول أشياء حدثت في الماضي، وتتخيل أنها ترى أمها معها في الغرفة! والمشكلة التي أريد أن أستفسر عنها هي: هل من الممكن أن تصاب خالتي بنفس المرض؟ لأن لها تقريبا نفس طباع جدتي، وهي العصبية الشديدة، علما أن اثنين من إخوة جدتي أصيبوا بنفس المرض.
كما أريد أن أستفسر، هل من الممكن أن تصاب أمي أيضا عندما تكبر؟ علما أن أمي مختلفة جدا في طباعها عن جدتي، فهي هادئة جدا؛ لأننا في العائلة ربطنا إصابة جدتي بهذا المرض بعصبيتها واستهلاكها لطاقتها في سنوات شبابها؛ لأنها كانت أقوى شخصية عرفتها، وكانت عصبية جدا جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن علة الزهايمر هي أكبر سبب للخرف أو العته، والأعراض التي ظهرت على جدتك هي حقيقة أعراض الزهايمر.
وبالنسبة لفقدان الذاكرة يكون أولا للأحداث القريبة، ثم ربما يشمل الأحداث البعيدة، وربما تحدث نوع من الهلاوس -كما هو في حالة السيدة الفاضلة جدتك-.
لا شك أنه لا يوجد أي علاج لمتلازمة الزهايمر، ولكن هنالك الآن بعض الأدوية التي ربما تساعد في بداية المرض، أي تساعد على إيقافه ولكن ليس على علاجه، من هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم آرسبت Arcipt، وعقار آخر يعرف باسم ريمانول Reminul، وأنا أعرف أنك لم تسألي عن العلاج ولكن أردت أن تعرفي هذه المعلومة.
السؤال الأساسي بالنسبة لك هو الجانب الوراثي في الزهايمر، الأبحاث الحديثة تدل أن علة الزهايمر ربما تكون منتشرة أو تجري في بعض الأسر أكثر من غيرها، ولكن هذا ليس عن طريق الجينات المباشرة التي تتبع قانون مانديلن الخاص بالوراثة.
إذن: لا يوجد جين مباشر لوراثة مرض الزهايمر، ولكن ربما توجد بعض الجينات الصغيرة المتعددة تجعل بعض الأسر أكثر قابلية للإصابة بهذا المرض، هذا الاستعداد وهذه القابلية قليلة جدا وضعيفة، حتى أنها أقل من القابلية بالإصابة بمرض السكر أو ضغط الدم الذي يجري في بعض الأسر.
إذن: أرجو الاطمئنان أن هذا المرض فيه الجانب الوراثي غير المباشر، أي ليس هنالك جينات وراثية مباشرة، هذا هو الذي أردت أن أقوله، وهو قائم إن شاء الله على الأمانة العلمية.
أرجو ألا تنزعجي مطلقا، ولا أرى أن خالتك سوف تصاب بهذا المرض أو والدتك -إن شاء الله- ونسأل الله ألا يصابوا بهذا المرض، ولكن الذي ننصح به دائما هو في الحالات التي يكثر مرض الزهايمر في أسر معينة أن يكونوا تحت الرقابة الطبية، وأن تجرى لهم اختبارات الذاكرة من وقت لآخر خاصة بعد مرور سن الخمسين، وفي بعض الحالات أيضا نقوم بإجراء الصور المقطعية التي من خلالها نستطيع أن نعرف حجم الدماغ وتركيبة المخ، وهل هنالك أي تغيرات تشير إلى أن الإنسان قد أصيب بعلة الزهايمر.
لا توجد أي اختبارات جينية في الوقت الحاضر تحدد من هو الشخص الذي سوف يصاب بالزهايمر، ومن هو الشخص الذي لن يصاب بهذا المرض.
العصبية التي كانت من السمات التي لوحظت على جدتك، هي ليست مرتبطة بعلة الزهيمر مطلقا، هذا المرض قد يأتي للإنسان القلق المتوتر، وكذلك الإنسان الهادئ والإنسان الانبساطي، وهكذا.
إذن: لا توجد شخصية معينة أو سمات معينة يحملها الإنسان في شخصيته تدل على أنه سوف يصاب بعلة الزهيمر.
أسأل الله لكم العافية، وأن يحمينا جميعا من هذه الأمراض، وبالله التوفيق.