الحب الحقيقيّ هو ما كان بعد الرباط الشرعيّ

0 858

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة من عائلة محافظة ومتدينة، وأحببت زميلا لي، وهو أصغر مني سنا، التقيت به كثيرا وبدأنا نفعل المحرمات ولكن دون أن تفض بكارتي، وأود دائما أن أتركه ولكن لا أستطيع الابتعاد عنه فهو شيء كبير في حياتي.

كما أني لا أطيق ألا أراه وأن لا أسمع صوته، ومنذ فترة وأنا أسير في طريق الالتزام، ولكني كلما أقترب من الله أزداد تعلقا به، ونحن ندرك أننا على خطأ ونحاول عدم تكراره ولكننا ننجح أياما ثم نعود، أرشدوني فلقد مات أبي وكان يمثل لي مصدر الحنان، وبفقدانه أحتاج إلى رجل يعوضني ما فقدته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،

فرغم قناعتنا بحاجتك للعطف والحنان، إلا أننا نحذرك من كل ما يغضب مالك الأكوان وخالق الإنسان، فاتقي الله في نفسك ولا تعرضي نفسك للنيران، وابتعدي عن رفيقك هذا وعن سائر الشباب، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين والإيمان، بعد أن يطلب يدك من أعمامك والإخوان، ويعلن رغبته وعلاقته بك للأهل والجيران، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان الذين يسعدهم أن تتمسك الفتاة بحجابها وحيائها والإيمان.

ولا يخفى عليك أن ما حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، وليتك علمت أن الفتاة يمكن أن تحمل سفاحا وهي سليمة البكارة، فأدركي نفسك وعودي إلى رشدك، واعلمي أن الله سبحانه لم يحرم الزنا فقط، ولكن حرم الوسائل الموصلة إليه، وسد الأبواب التي توصل إلى الفاحشة، فحرم النظر ومنع الخلوة لأن الشيطان هو الثالث، وباعد بين أنفاس الرجال والنساء، وقال في كتابه : {ولا تقربوا الزنى}، وقال سبحانه: {ولا تقربوا الفواحش}.

واعلمي أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان، فإذا تمادى في العصيان فضحه وهتك ستره وخذله، وأرجو أن تدرك أن قيمتك تنزل عندما تنقادي بهذه السهولة إلى هاوية الفاحشة، فاتق الله في نفسك، واطلبي من هذا الشاب إن كان صادقا أن يطرق الباب، وإلا فابتعدي عنه حتى لو أدى ذلك لترك هذا العمل الذي يعرضك لهذه المخاطر، وقد أحسن من قال:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض في المال

واعلمي أن الأموال لا تعوض الفتاة إذا فقدت شرفها وسمعتها، وخسرت ثقة أهلها، وأرجو أن تعلمي أن هذا الذي يحصل أمر خطير حتى ولو حصل الزواج؛ لأنه سوف يحتقرك مستقبلا، وسوف تتبدل هذه المشاعر الكاذبة إلى كره، وسوف تظهر لك الحقائق المرة، ولا ينفع عند ذلك الندم، ومن هنا فأنا أدعوك للتوبة والرجوع إلى الله، وحافظي على شرفك، ولا تقبلي به إلا إذا تاب لأنه إذا لم يتب يمكن أن يفعل ذلك مع غيرك، ولا تقبلي بأي علاقة إلا وفق الضوابط الشرعية وبعد علم الأهل وموافقتهم، واتق الله في نفسك وفي سمعة أسرتك، ولا تلوثي سمعة والدك وهو تحت التراب، وأكثري له من الدعاء، واجعلي برك له بالالتزام بالصلاة والآداب، واعلمي أن الحب الحقيقي هو ما كان بعد الرباط الشرعي.

فلا تنخدعي برجل لم يظهر لك منه إلا الجوانب الجميلة فقط، فاتقي الله وعودي إلى صوابك قبل فوات الأوان، واشغلي نفسك بالذكر والاستغفار.. ونسأل الله أن يحفظك وأن يردك إلى صوابك، وأن يرحم والدك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات