السؤال
لقد من الله علي وقد بدأت أتقرب منه وأصلي كل الصلوات في جماعة، وقد بدأت أستكفي بحب الله عن أي حب لأي بشر -والحمد لله- ولكني في الآونة الأخيرة بدأت أشعر بشيء من الغرابة في سلوكي مع الله، فأجد نفسي لا أستطيع التركيز في الصلاة مهما حاولت، ولا أستطيع التركيز في أي عبادة حتى الذكر، وقد أصابني اليأس لدرجة أنني أكون متأكدا من أن الله لن يتقبل طاعاتي لهذا السبب، بل بدأ هذا يؤثر علي في المذاكرة وفي جميع أشكال حياتي، أفيدوني أفادكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tito حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فواظب على صلاة الجماعة، وكرر اللجوء إلى الله والإنابة، واعلم أن كيد الشيطان ضعيف فلا تهابه، واسأل الله أن يكفيك شره ووسواسه، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكرا على سؤالك واهتمامك.
واعلم أن مواصلتك للعبادة سوف توصلك إلى الخشوع، كما أن إصرارك على الذكر سوف يدفع عدوك للهرب، وسجودك لله سوف يجلب له البكاء والحزن، ولا يخفى عليك أن العلاج في مخالفة الوساوس، واعلم أنك غير مسؤول عن القبول ولكن عليك أداء العمل، وإنما ندخل الجنة بفضل الله ورحمته، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واحشر نفسك في زمرة الأخيار، وواظب على التلاوة والأذكار، وأكثر من الصلاة والسلام على رسولنا المختار.
وأرجو أن تطمئن فإن الله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، فلا تلتفت لوساوس الشيطان، فإن الحرج مرفوع، وتذكر أن هم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون، فاستعن بالله ولا تقل لو أني فعلت كذا لكن كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، وأرجو أن تشغل نفسك بالدراسة والخير قبل أن تشغلك بالباطل والشر.
وبالله التوفيق.