قطعت علاقتي به وأشعر بأني تسرعت، فما رأيكم؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في (18 من عمري) تعرفت على شاب عن طريق النت وهو ليس من بلدي، شاب محترم ومؤدب وحافظ للقرآن كما قال، رأيت صورته ورأى صورتي، وأعجب بي وبطريقة تفكيري، وأحبني وأحببته أيضا، وقد صارحني بشعوره هذا، وصارحني في يوم أنه يريدني أكون شريكة حياته، وهو سيأتي لخطبتي عندما ينهي دراسته، أحسست أنه يحبني بالفعل حبا صادقا ولم يخدعني، لكني خفت أن يفقد والدي ثقتهم بي؛ وذلك لأني تعرفت على هذا الشاب عن طريق الإنترنت، لذا صارحت هذا الشاب بما أعانيه من خوف، وقلت له: بأني لا أستطيع أن أستمر معه، فرد علي بأنه لن يلومني على اختياري هذا، وأنني حرة، وأنه لن يفرض علي أي شيء، وما دمت مرتاحة لهذا القرار، فهذا هو المهم، وبكل صراحة أعجبت به في موقفه هذا؛ لأنه لم يعترض طريقي، لكني أحسست بالذنب تجاه نفسي وأحسست أن ما فعلته كان تسرعا مني.

فهل أنا على صواب في ما أفعله؟ أرجو الإجابة على سؤالي في أقرب وقت، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة/ بنت العرب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد:

فإن ثقة والديك ومحافظتك على حيائك ووقارك أغلى ما تملكين بعد إيمانك بالله رب العالمين، فتوقفي عن التواصل مع هذا الشاب، وطالبيه بأن يطرق الباب ويقابل الأهل والأحباب، ويعرض رغبته في الاقتراب على هدي شريعة الوهاب، واعلمي أن هذا الموقف سوف يزيد من ثقته فيك وتعلقه بك، كما أن هذا الأمر سوف يعمق ثقة أهلك فيك، وهو قبل كل ذلك تصرف راشد يجلب رضا الواحد سبحانه.

وأرجو أن يعلم الشباب والفتيات أن الصور لا تعطي إلا جزءا من الحقيقة، وإنما العبرة بالرؤية الشرعية في حضور المحارم، كما أن الكلام الحلو الجميل يجيده الكثيرون، ولكن الفرق كبير بين الحقيقة والتمثيل، كما أن المرأة سريعة التأثر بمعسول الكلام، والغواني يغرهن الثناء، وكلام الشباب مع الفتيات لا يخلو من المبالغة والكذاب، فلا تنجرفي وراء المدح والعذب من الألقاب، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه ويفتح لهم الأبواب، فاتقي الله واعلمي أنه شديد العقاب، وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل، فاحذري من غضبه وهتك الأستار.

وأرجو أن تحرصي على إخفاء العلاقة في كل الأحوال، وابتعدي عن الشاب ليقترب منك وفق شريعة الكبير المتعال، واعلمي أن الإسلام كرم المرأة فجعلها مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، وأن الرجل يحترم الفتاة التي لا تخون أهلها، وأن الشيطان الذي يدفع للشر ويزين المعصية سوف يأتي غدا ليغرس الشكوك ويدمر العلاقة.

ولست أدري كيف تهاونت في إظهار صورتك لذلك الشاب، وماذا لو اتخذ تلك الصورة وسيلة للابتزاز، أو تمكن من رؤيتها غيره فحرص على الفضيحة والعار، وما مصير الصورة إذا لم يحصل الوفاق ولم يتم الزواج، وكيف ستعيشين مع الأوهام وتنتظرين السراب؟؟! وهل سيوافق أهل الشاب وهل سيرضى أهلك برجل بعيد الدار؟

إنها أسئلة تحتاج إلى إجابات شافية، فحكمي العقل وأبعدي العاطفة، وخافي من الذي يسلب الجمال ويسحب العافية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبضرورة الاقتراب من والديك، والبحث عن العاطفة والاهتمام عند أهلك الكرام، ولا تترددي في القبول بصاحب الدين إذا طرق الأبواب.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات