السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج منذ ما يقرب 10 سنوات ولي طفلان والحمد لله، أخطأت في حق زوجتي قبل فترة وحدث خلاف بيننا - والحمد لله - لم يدم طويلا، وقبلت اعتذاري، ولكن بعد مرور الوقت صارت تتذكر خطئي ولا تقدر على نسيانه لي، وتغيرت معاملتها لي وصارحتني بأنها لا تقدر على نسيان خطئي في حقها رغم اعتذاري وندمي على ذلك.
وهي لا تنفك تبكي، وأخبرتني أنها أصبحت لا تطيقني مع أنها في قرارة نفسها تحبني بشدة، وفي نفس الوقت تكرهني على فعلتي، وأنا لا أدري كيف أساعدها على تجاوز هذه المحنة والوصول إلى بر الآمان؟!
فأرجو المساعدة!
وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد أحسنت باعتذارك لزوجتك ووفقت في حرصك على تقصير فترة الخصام والزعل، ونسأل الله أن يغفر لك ما حصل، وأن يوفقكم جميعا لطاعة الله - عز وجل - ومرحبا بين آباء وإخوان يحبونك في الله عز وجل.
لم يتبين لنا نوع الخطأ ولا كيف حصل، وعلى كل حال فإن من أهم ما يعين على تجاوز الأزمة في الحياة الزوجية حبسها خلف الجدران ومعالجتها باللطف والإحسان، والتذكير بلحظات الصفاء والأمان، والخوف على مصالح الولدين، والرغبة قبل كل ذلك في طاعة الرحمن، ولنسيان ما حصل، أرجو أن تنتبهوا لما يلي:
1- كثرة اللجوء إلى الله.
2- إبعاد كل ما يذكر بالمشكلة.
3- الإحسان إلى الزوجة فإن الإحسان ينسي الإساءة.
4- ذكر إيجابيات الزوجة والسكوت عن سلبياتها لأن الكلام عن سلبياتها يدفعها لإحياء القديم.
5- إشعارها بالأمن والحب.
6- تجنب المواقف السلبية معها.
ومن هنا تتجلى عظمة التوجيه النبوي عندما قال صلى الله عليه وسلم: (ولا تضرب ولا تقبح) فإن المرأة لا تنسى السلبيات بسهولة لكنها تنسى الحسنات والإيجابيات بسرعة، وهذا هو كفران العشير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط) ولذلك فنحن ننصحك بتجنب كل تقصير، وننصحها بأن تتقي ربها، وتعرف حق زوجها، وتعود إلى صوابها.
وأرجو أن تعمروا بيتكم بالذكر والطاعة والصلاة والإنابة، كما نتمنى أن تكونوا متعاونين على البر والتقوى وتوجهوا إلى مصرف القلوب وغفار الذنوب.
وبالله التوفيق والسداد.