مرض الذئبة الحمراء.. وأثره على الحمل

0 667

السؤال

أنا مصابة بمرض الذئبة الحمراء (أو اللوبس باللغة الإنجليزية) منذ 15 عاما.
أعاني منذ عامين تقريبا من وجود جرح نازف بالقرب من فتحة الشرج ولكن من الداخل، مما جعلني أضطر لأخذ كميات كبيرة من الدم الجديد على مراحل حسب الحاجة.
أتناول الأدوية التالية:
الكورتيزون، والفياغرا المقوي الجنسي للرجال على الرغم من أنني امرأة! ولكن الأطباء الدانماركيين - حيث أنني أقيم في الدانمارك منذ الطفولة الأولى - قالوا لي: إنني أعاني من ارتفاع ضغط الرئتين وقلة وضعف جريان الدم في الرئتين ودواء الفياغرا يزيد من سرعة جريان الدم في الرئتين والجسم بشكل عام.
كما أنني أعاني من تضخم في البطين الأيمن للقلب مما جعل الأطباء يقولون: إنني لا يمكنني الحمل والإنجاب أبدا، على الرغم أنني متزوجة منذ 5 سنوات ولا يوجد -والحمد لله- أي مشاكل في القدرة على الإنجاب، فهل ما يقوله الأطباء عن عدم قدرتي على الحمل والإنجاب صحيحة وحقيقية؟ بناء على وضعي الصحي المذكور آنفا؟
الرجاء .. الرجاء .. الإجابة بكل صراحة وتفصيل ممكن على أسئلتي.
ومن أدويتي التي آخذها إيموغال، وبراديسولون، وكنت قبل أشهر آخذ مميع للدم اسمه ماريفان، وقد أوقفوه الأطباء منذ أشهر بسبب الجرح النازف المذكور آنفا.
فما هو أفضل وأنجع علاج لهذا الجرح النازف؟ وهل هناك أعشاب طبيعية أو أدوية كيماوية تساعد على دمل هذا الجرح للأبد؟ وماذا عن موضوع الإنجاب؟ هل هو مستحيل حسب وضعي الصحي؟ وماذا عن التضخم في القلب والضغط المرتفع في الرئتين؟

الرجاء الإجابة بكل تفصيل ممكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنقول لك أولا: شفاك الله وعافاك..
ثم بعد ذلك فالحقيقة كون هذا المرض مصاحبا لك منذ 15 عاما، فأنت على دراية من قبل الزواج بتبعات هذا المرض بالنسبة للحمل.

وحقيقة فأنت - كما قلت - لا توجد لديك مشاكل بالنسبة للقدرة على الحمل، ولكن قدرة جسمك على تحمل تبعات الحمل ووضع الحمل نفسه، فهذه هي المشكلة.

فكثيرا من الحالات قد تنتكس في فترة الحمل، خصوصا أن القلب متأثر أصلا، إضافة إلى احتمال الإجهاض المتكرر الوارد وتأثير الأدوية التي تتناولينها على الجنين، فالأفضل هو تجنب الحمل تماما حفاظا على سلامتك، وعوضك الله الخير.

وأما مرض الذئبة الحمراء فيعتبر من الأمراض المناعية والتي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجة الجسم مثل الكلى والجلد والقلب والرئة والمفاصل والأوعية الدموية، وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر.

ولا يوجد علاج فعال للتخلص من المرض إلا أن هناك العديد من العلاجات التي ذكرتيها والتي تساعد في التقليل من الأعراض والتخفيف من حدتها أو تساعد على التحكم فيها، وهناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من المرض ولكن يعيشون حياة طبيعية بالاستمرار في تناول العلاج المناسب والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص.

كما أن الداء يمكن أن يصيب أكثر من فرد من العائلة، ويمكن أن يتسبب في أعراض للمواليد في حالة كانت الأم تحمل أنواع معينة من الأجسام المضادة والتي يمكن أن تنتقل إلى الجنين وتتسبب في إصابة الجنين بأعراض مشابهة لمرض الذئبة الحمراء.
وتكمن المشكلة في الحمل بأن الحمل قد يزيد من حدة الأعراض، كما أن الأم أكثر عرضة للإجهاض والولادة المبكرة، ويفضل للمريضة أن تكون على الأقل 6 أشهر لا تعاني من أية أعراض كما لا تتناول أي علاج قبل التفكير في الحمل، كما لابد من وجود مركز متخصص بالعناية بالمواليد الخدج قبل التفكير في الحمل.

كما أن مريضة الذئبة الحمراء أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم والسكر مع الحمل ومشاكل الكلى، ورغم أن هناك الكثير ممن يعانين من هذا المرض يحملن ويلدن بصورة طبيعية إلا أن الأمر يجب أن يدرس بصورة كاملة قبل التخطيط في الحمل.

وهناك العديد من الوصفات التي يقال أنها فعالة في علاج الجروح المصاحبة للمرض، ولكن تستخدم من قبل المتخصصين في ما يسمى بالطب البديل إلا أنها لم تثبت فعاليتها من الناحية الطبية بعد. كما أن هناك الكثير من الأبحاث التي تعمل على إيجاد حلول جديدة لهذا المرض.

كما نود منك أن تذكري مكان الجرح وطبيعته وماذا قال لك الطبيب؟ وهل هو متعلق بالمرض أم بسبب آخر.
كما أن العلاج يعتمد على موقع الجرح وحجمه، والبعض قد يستخدم العلاج الجراحي إذا لزم الأمر.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات