السؤال
السلام عليكم.
أنا لا أشعر بالسعادة مع أني أصلي وأحب الله ورسوله، ولا يوجد مشاكل عندي، وعائلتي كلها تعاملني بحب، وأنا أضحكهم كثيرا، لكن لا أدري ما السبب في عدم فرحي من داخلي، وكلما أضع هدفا أحس أني لن أفرح عندما أصل إليه، إلى متي سأظل هكذا؟
أريد أن أشعر بالسعادة وأعود لطبيعتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن السعادة والطمأنينة مكانها واحد، قال ربنا الماجد: (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))[الرعد:28]، وقد بحث الناس عن السعادة في المال فلم يجدوها، وبحثوا عنها في الزواج بالجميلات فلم يجدوها، وبحثوا عنها في الملك والسلطان فلم يجدوها، وفاز بها مؤمن موحد ذاكر لله راضي بقضائه وقدره سليم الصدر لإخوانه، آمن في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه، فتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أنه يريد أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئا إلا بإذن مالك الأكوان.
وإذا كنت ولله الحمد محافظا على صلاتك ومحبا لربك، فسوف تبلغ ما تريد بقدرة الله المجيد، وعليك بالحرص على الخشوع في الصلاة والإكثار من تلاوة القرآن، والسجود لربنا الرحمن، مع ضرورة الإكثار من الذكر والدعاء، والصلاة والسلام على ختام الأنبياء، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن ربنا الرحمن.
ولا تبيتن ليلة إلا وقلبك خال من الغل والحقد والحسد، وغض طرفك فإن إطلاقه يجلب الحسرات، ويفقد الإنسان حلاوة الطاعات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على بر الوالدين وصلة الرحم وكن في حاجة الضعفاء ليكون في حاجتك رب الأرض والسماء.
وبالله التوفيق والسداد.