أهمية العلاج السلوكي بجانب الدوائي

0 51

السؤال

عناية الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: أبدأ استشارتي بشكري الجزيل لكم على مساعدتي في علاج حالتي -جزاكم الله عنا كل خير-، فأنا قد بدأت العلاج بالسبرالكس عيار 20 ملغم منذ أسبوعين، والحمد لله أشعر بالكثير من التحسن، ولكني أشعر بما يلي:

1- بعض الأوجاع في القلب على شكل نغزات وغيرها، وأذهب للطبيب فيقول لي لا شيء، فحصك جيد.

2- أوجاع في الرأس مع دوخة.

3- بعض الزغللة في أصابع يدي اليسرى.

مع العلم أن جميع هذه الأعراض تأتي محمولة نسبيا.

هل الـ 20 ملغرام من السبرالكس كافية لحالتي طوال النهار؟

ماذا أفعل يا دكتور عندما تبدأ هذه المشاعر تنتابني؟

عندما أمارس الرياضة مثل المشي أو الركض تنتابني هذه المشاعر أيضا وكأنها تحارب أي شيء مفيد يمكن أن أفعله لنفسي، كيف أقاومها يا دكتور؟

كيف أنسى نوبات الفزع الرهيبة التي كنت أعاني منها والخوف من أن تعود؟

إن كل هذه الأسئلة أسألها لسببين:

1- لأنني أشعر بتحسن حقيقي أريد أن أحافظ عليه.

2- لأنني أريد أن أتحسن أكثر وأعود لحياتي الطبيعية.

أرجو ألا أكون قد أطلت عليك ولكن أملي بالله أولا ثم بكم كبير إن شاء الله، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وعلى ثقتك في شخصي الضعيف.

أخي: أشكرك على أن سقت لنا هذه البشرى بأنك بدأت تشعر بالتحسن، وأنا حقيقة أثق تماما أن السبراليكس هو من أفضل وأنفع الأدوية التي ظهرت في السنين الأخيرة، وهذا الدواء يتمتع بسلامة عالية جدا، وهذا في حد ذاته مهم.

أخي الفاضل: جرعة السبراليكس يجب ألا تزيد عن 20 مليجراما في اليوم، وهذه الجرعة التي يوصي المنتج والمصنع وكذلك كل المحافل العلمية النفسية العالمية، ترى أن هذه الجرعة تعتبر جرعة مناسبة ولا داعي لزيادتها.

مفعول السبراليكس دائما يبدأ في الأسبوع الأول، ولكن قمة هذه الفعالية قد يصلها الإنسان بعد تناول الدواء في الأسبوع السادس، وبالتأكيد يختلف الإنسان من إنسان لآخر، والظروف المحيطة بالإنسان أيضا تلعب دور في مدى تحسنه.

الأعراض التي ذكرتها من الأوجاع والنغزات وآلام الرأس والدوخة والزغللة في أصابع اليد اليسرى، أؤكد لك أن هذه أعراض جسدية بسيطة للقلق، وصدقني سوف تنتهي ولا تشغل نفسك بها أبدا، أقول لك: حاول أن تتناسها، ربما تقول لي أن ذلك صعب، ولكن أؤكد لك أنه ليس مستحيلا، هذه مجرد انقباضات عضلية ناتجة عن القلق.

إذا كان الأمر بالإزعاج الشديد بالنسبة لك يا أخي، هنالك دواء بسيط جدا يمكن أن تتناوله لمدة شهر، وهو يعرف باسم فلونكسول، يمكن أن تتناوله بمعدل حبة صباحا ومساء، وقوة الجرعة هي نصف مليجرام، تناول حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقف عنه.

أخي: لا بد أن تدعم العلاج الدوائي بأمور أخرى، كما ذكرنا مثل ممارسة الرياضة، الاسترخاء، الفعالية الإيجابية من الناحية الاجتماعية والأسرية، هذه كلها أمور مهمة جدا وتعطي دافعا نفسيا قويا، وتمنع بالطبع حدوث أي انتكاسات.

أرجو ألا تتخوف يا أخي نحو المستقبل، أنا أقدر مشاعرك لأني أعرف الكثير من الناس يقلقون من المرض ويقلقون من العلاج ويقلقون من التحسن ويقلقون حتى بعد اكتمال الصحة، ويقولون إلى متى سوف تستمر هذه الصحة؟! هذا تخوف مشروع وطبيعي، ولكن صدقني -إن شاء الله- في حالتك الانتكاسة لن تكون واردة، فقط عليك الاستمرار في الدواء ولا تستعجل مطلقا في إيقافه، نحن ننصح بستة أشهر، ولكن حتى إن زادت لا بأس في ذلك إن تناولته لمدة سبعة أو ثمانية أشهر، لا بأس في ذلك أبدا، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيضه.

أخي: يجب أن تعيش حياة طبيعية، ولا شيء يمنعك من ذلك أبدا، أنا دائما أقول للإخوة والأخوات الذين يترددون علي في العيادة أن الأعراض النفسية هي مزعجة للمريض، ولكن الذي يزعجني كطبيب هو أن يفتقد الإنسان موقعه الاجتماعي والوظائفي والدور الذي يقوم به، أي مهما وجدت الأعراض إذا كان الإنسان فعالا ولم تسبب له هذه الأعراض – الاستسلام أو الإعاقة – فإن شاء الله هذا في حد ذاته بشرى كبيرة جدا ودليل أن هذا الإنسان سوف يشفى من حالته.

أخي: أرجو أن تطمئن وأنا متفائل جدا، وكل عام وأنتم بخير، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات