السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من خوف الأكل أمام الآخرين، حتى أمام إخواني وأهلي في البيت.
عند الذهاب لأي مكان أكون مرتبكا ولو قابلت أحدا من أصدقائي أيضا أرتبك، وزيادة وسواس الفزع والرهاب، علما أن هذه آخر أيام رمضان، ومقبلين -بإذن الله- على العيد وفيها من تجمعات بين الآخرين ولا أعلم ماذا أعمل؟
علما بأني ذهبت لأكثر من شيخ، وبعد الرقية قال لي: إنها حسد.
أرجو إفادتي لأن حالتي تزداد، وأنا -بإذن الله- بعد العيد ذاهب إلى أخصائي، علما بأنني قد أرسلت الاستشارة ذاتها ولم يأتني إيميل على إيميلي الثاني.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
جزاك الله خيرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونأسف في تأخير الرد والذي ربما يكون متعلقا بالإيميل -كما ذكرت-.
أخي الفاضل: الذي تعاني منه هو نوع من الخوف أو الرهاب الاجتماعي البسيط، أنت مشكلتك أنك لا تستطيع أن تأكل أمام الآخرين في المقام الأول حتى أهل بيتك.
اجلس مع نفسك وتخيل أنك تأكل في مطعم، تخير أكبر مطعم في المنطقة التي تعيش فيها، وتخيل أنك تأكل في هذا المطعم، عش هذا الخيال بقوة، وعليك أن تعيشه بكل تفاصيله: حين الذهاب، وتقديم الطلبات، والتحدث مع العاملين بالمطعم وخلافه، وهكذا، عش هذا الخيال بقوة، هذا -إن شاء الل-ه سوف يساعدك كثيرا.
وعليك أيضا أن تؤمن بسخف هذه الفكرة، بأن هذه الفكرة فكرة سخيفة ويجب ألا تعرها اهتماما، وأنت -الحمد لله- تعمل في توصيل الإنترنت وهذا يتطلب التواصل مع الآخرين.
إذن أخي أنت عمليا لا تعاني من الرهاب، ولكن فكريا تعاني منه، وهذا -إن شاء الله- يسهل علاجه، وعلاجه يكون بالمواجهة في الخيال، وبعد ذلك بالمواجهة في التطبيق وعدم التجنب.
هنالك جانب مهم جدا وهو العلاج الدوائي، سوف أصف لك -إن شاء الله- دواء فعالا يفيدك كثيرا، هذا الدواء يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل نصف حبة -10 مليجرامات- ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا بعد الأكل أيضا، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن هذا الدواء.
الزيروكسات من أفضل الأدوية التي تعالج المخاوف من هذا النوع.
هنالك أدوية أخرى مثل الفافرين والسبراليكس والزولفت، ولكن ربما يكون الزيروكسات هو الأفضل، وهو من الأدوية السليمة.
لا مانع أن تذهب وتقابل أحد الأخصائيين -كما ذكرت- فربما أيضا يقوم الأخصائي بتدريبك على تمارين الاسترخاء والتطبيق السلوكي بصورة أكثر دقة، ولكن المبدأ العام هو ما ذكرته لك من نصائح إرشادية وتناول الدواء، وأنا على ثقة كاملة أنك -إن شاء الله- سوف تشفى تماما من هذه الحالة، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.