السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب أدرس في إحدى الجامعات في أمريكا، مشكلتي هي: تعلقي الشديد بالفتيات، وأنا وبفضل الله لم أفكر بالحرام قط، ولكن لا أستطيع أن أصبر، فالجامعة التي أدرس فيها نسبة الفتيات فيها كبيرة، وهذا الشيء أتعبني جدا. وقد فكرت بالزواج كثيرا، ولكن لا أستطيع تحمل تكاليف الزواج، والمشكلة تزداد مع مرور الوقت، مع أني أغض بصري كثيرا. لا أعرف ماذا أفعل، فالمشكلة أتعبتني جدا، أصبحت أفكر في الفتيات والزواج أغلب الأوقات، ولا تكاد تمر ساعة من دون أن تخطر فكرة الزواج بذهني. أرشدوني جزاكم الله خيرا، فأنا أعيش في عذاب مستمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن في غض بصرك وقاية لنفسك بعد طاعتك لربك، كما أن البعد عن محادثة النساء والتوجه إلى رب الأرض والسماء مما يعينك على صفاء النفس والهناء، ومرحبا بك في موقعك مع إخوانك والآباء، ونسأل الله أن يحفظك من السوء والفحشاء.
ولا يخفى على أمثالك أن الأقطاب المختلفة تتجاذب، وأن النساء خلقن للرجال، ولهن خلق الرجال، وأن ما تشعر به نتيجة طبيعية لوجودك في هذه البيئة المختلطة، فابحث لنفسك عن بدائل لهذه الدراسات، واجعل تعاملك مع الرجال وليس مع البنات، وعمر قلبك بمراقبة رب الأرض والسموات، وتجنب وابتعد عن كل ما يثير الشهوات، وأكثر من الصوم؛ فإن فيه إضعافا للشهوات، ولا تتبع النظرة النظرة؛ فإن ذلك يجلب الحسرات، واعرض رغبتك في الحلال على الآباء والأمهات، وحافظ على عفتك كما جاءت بذلك الآيات، قال رب الأرض والسموات: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ))[النور:33].
واعلم أن المهام الكبيرة تنسي التفكير في كثير من الأمور، ومحبة الله تغني عن كل محبوب، فعمر قلبك بالتقوى والإيمان، واشغل أوقاتك بذكر الرحمن، وارفع أكف الضراعة للواحد الديان، وابتعد عن مواطن النسوان، وتجنب الوحدة؛ فإن الوحيد هو الشيطان، وإياك والخلوة بالقيان! والاستماع لمزمار الشيطان! وعليك بكثرة الصوم؛ فإنه وجاء وأمان، وطاعة للرحيم الرحمن. ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرزقك الرضوان.
وبالله التوفيق والسداد.