السؤال
هل الأدوية النفسية تجعلك تقصر في الصلاة؟ حيث أني مصاب بوسواس قهري وقلق وتوتر ورهاب، وقد استخدمت أدوية ومنها سيبريلاكس، وبروزاك وإيفكسور، وعند استخدامي للإفيكسور وهو آخر دواء استخدمته، لاحظت بأن بعض الصلوات تفوتني، وعمل بعض المعاصي ولا أبالي أبدا، أو حتى أن ألوم نفسي إطلاقا عن فعل المعاصي، وقبل أن آخذ علاج إيفكسور كنت فعلا ملتزما، وأخاف الله جدا جدا.
أرجو الرد بأسرع وقت؛ لأنني بحاجة إلى الإجابة كي أحسن التصرف وشكرا.
بارك الله في كل العاملين على هذه الشبكة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جساس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على سؤالك هذا، ولا بد أن أبدأ وأؤكد لك أنه لا علاقة مطلقا للأدوية النفسية بارتكاب المعاصي، المعاصي هي حقيقة من شرور النفس البشرية والإنسان مسئول عنها، والإنسان ما دام في كامل عقله ووعيه، وهو مرتبط بالواقع، ويستطيع أن يميز بين الخير والشر والحق والباطل، وحكمه على الأمور صحيح، فلا شك أنه مسئول عن كل أفعاله ومنها المعاصي، والشيطان هو الذي يجمل هذه المعاصي للإنسان، ويجعله يلجأ لبعض التبريرات لارتكاب المعاصي.
أرجو – يا أخي – ألا تكون قد اتخذت من استعمال الأدوية النفسية مبررا لأن ترتكب أي نوع من المعاصي.
الإيفكسر من الأدوية الممتازة ومن الأدوية الجميلة جدا، وهو يساعد في علاج الاكتئاب والقلق، ولكنه لا يساعد كثيرا في علاج الوساوس، يعرف أن الاكتئاب في حد ذاته قد يسبب الشعور بالذنب، ويجعل الإنسان أكثر محاسبة لنفسه، وحين يزول الاكتئاب وتنشرح النفس قليلا وتتحرر من قبضة الكآبة ربما يرتكب الإنسان بعض الأخطاء ولا يحاسب نفسه عليها كثيرا ولا يحس بالذنب، حيث أننا نعرف – كما ذكرت لك – أن وجود الاكتئاب دائما مرتبط بالشعور بالذنب وزوال الاكتئاب يقلل هذا الشعور - فيا أخي - أرجو ألا تكون قد وقعت في ذلك؛ بمعنى أن الإيفكسر قد أفادك في زوال الاكتئاب ولكنك في نفس الوقت حررت نفسك من الشعور بالذنب.
أخي: أنت الحمد لله بخير ما دمت أردت الاستفسار عن هذا الأمر، وأنا بدوري أؤكد لك أن الأدوية النفسية هي - إن شاء الله - تفتح أبواب الخير لدينا، وهي من نعم الله علينا ولا يمكن أن تكون أبدا فاتحة لباب المعاصي، وإلا لم ننصح بها.
أخي: أسأل الله أن يحفظك وينجيك من ارتكاب المعاصي، وأسأل الله أن يرشدك لطريق الخير، وعليك أن تكون أكثر التزاما وانضباطا وصرامة مع نفسك فيما يخص العبادة، وكل متطلبات ديننا الحنيف، هذا هو الذي أود أن أقوله لك، ولابد أن تبدأ من الآن في تصحيح مسارك، فابدأ بالصلاة فهي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وقطعا التهاون في الصلاة يفتح كثيرا من أبواب الشر.
أخي، التزم بصلاتك، والتزم بها في الجماعة في المسجد، وسوف تجد - إن شاء الله - أنك أصبحت أكثر تحكما في نفسك، وأصبحت أكثر سيطرة على مداخل الشر، وسوف تكون لك القدرة على منعها.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.