السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
في الواقع لا أعلم كيف أبدأ رسالتي، أو بالأحرى مشكلتي التي لم أجد لها حلا إلى الآن.
أنا يا أحبائي فتاة في السنة الأولى ثانوي، تغيرت حياتي كثيرا في هذا العام، ومع بداية السنة الدراسية خاصة، فلم أعد أطيق الذهاب إلى الثانوية، بل إنني أصبحت أكره الدراسة! لا أعلم لماذا؟! وكيف؟ فقد كنت قبل هذا أحب الدراسة وأجتهد فيها كثيرا، فطيلة أيامها تجدني منغمسة في المذاكرة ومتفانية فيها إلى حد كبير، لكن في العامين الآخيرين، تغيرت وأصبحت لا أهتم بها كثيرا، والأدهى من ذلك والأمر، أنني أصبحت أفكر بترك المدرسة! نعم! والله إني أشعر بالحسرة والندم، ولا أعلم لم تنتابني كل هذه المشاعر المخيفة؟ فقد أصبحت قلقة، بطيئة في كل شيء، وتدهور تركيزي كثيرا، فقد كنت طيلة الحصص الدراسية التي دخلتها شاردة الذهن، مضطربة، وفي جمود فكري إلى حد بعيد!.
كما أني تغيبت عن بعض الحصص، فتارة بحجة أن الوقت تأخر والثانوية بعيدة! وتارة أخرى بحجة أني لم أنجز واجباتي المنزلية، أجل، مع كامل الأسف، هكذا أصبحت حياتي.
الخوف والكسل خيما علي، فعقلي يقول لي: قومي وأزيحي عنك كل هذا، والله المستعان، لكن أجدني غير قادرة، وكأن قوة فوق إرادتي تمنعني، في الحقيقة لا أعلم كيف أفسر حالتي، فأنا لا أود أن أحزن أبوي بأفعالي البئيسة، لا أريد أن أنكس رأسيهما خذلانا وندما بعدما كانا يفخران بي ويشجعاني على الدراسة، رغم أنهما لم يدرسا في حياتهما على الإطلاق، وقد نسيت أن أقول أنني لشدة اضطرابي وعدم وجود شخص يدلني على حسن الاختيار، قررت أن أغير توجيهي من علمي إلى أدبي.
لكن لم يقدر ذلك، فأصبحت وكأني مجبرة على دراسة المواد العلمية، كما أنني أجد اللغتين الفرنسية والإنجليزية صعبتين وثقيلتين على قلبي إلى حد كبير، فأصبحت أتهرب منهما كثيرا وخصوصا الفرنسية والتي تمثل أهمية بالغة في بلدنا.
لا أعلم، هل يجب علي أن أدرس ساعات إضافية من أجل التقوية أم أن ذلك لن ينفع، فلم يسبق لي أن أضفت ساعات أخرى على ساعات الدراسة، لذا أجدني غير قادرة على ذلك، إضافة إلى المصاريف والتي ستشكل عبئا آخر على عاتق أبي.
أخشى أن أبقى على هذا الحال أو أن أرسب لا قدر الله.
فرجاء ساعدوني وأفيدوني، لأنني في حاجة ماسة لكل نصيحة وكلمة طيبة منكم، ولعل الله يجعل على يدكم الخير بمشيئته سبحانه، ويجعل بعد العسر يسرا.
عذرا على الإطالة، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.