ما رأيكم بالزواج من فتاة أبوها لديه بعض المعاصي؟

0 203

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب في الجامعة في السنة الثالثة، وأنا مندوب دفعتي ومن الطلاب المتفوقين، وأحمد الله لإعانته لي على طاعته.

مشكلتي هي أنني أردت أن أبحث عن فتاة متعلمة؛ لأنها تكون فاهمة لدينها بشكل أفضل؛ فقررت أن أختار فتاة من زميلاتي في الدراسة؛ لأني سوف أعرف عن أخلاقها الكثير، من خلال ملاحظتي لذلك في الدراسة.

وبعد ذلك لاحظت فتاه ذات أخلاق ممتازة، وذات عفة ودين؛ فقررت أن أستخير الله في ذلك، وطبعا فعلت هذا أكثر من مرة، وسألت الله إذا كانت هي الزوجة الصالحة التي سوف تعينني على طاعته أن يوفقني إلى ذلك، وإلا يصرفها عن تفكيري.

وقد كررت الاستخارة مرات وصرت أفكر فيها، وبعد ذلك قررت أن أفاتحها في ذلك؛ لكي أعرف رأيها وقد وافقت، فطلبت منها أن أحصل على معلومات منها عن أسرتها، وكذلك هي تعرف عن أسرتي، وقد تعرفت على أشياء منها، وأنا قد اخترتها برغم أنها على ما يبدو غير جميلة، ولكني احترمتها؛ لأنها فتاه محتشمة ومبتعدة عن الأشياء المخلة.

وبصفتي مندوب الدفعة، فجوالي موجود عند جميع الطلاب، فكانت تتصل بي لتسألني عن أشياء بسيطة في الدراسة؛ لأني لم أكن أتحدث إليها في الكلية، ولا حتى عن طريق الهاتف، وقد سألتها: لماذا تفعل ذلك؟ فقالت: حتى لا أكون متضايقا من أنها لا تتصل، فطلبت منها ألا تتصل مرة أخرى، وإذا كان بيننا نصيب فسوف يوفقنا الله إلى ذلك.

وفعلا ابتعدت عن الاتصال ولم تكرر ذلك مرة أخرى، وبعد فترة أخبرتني أنها أخفت عني شيئا، ولكنها لم تستطع أن تستمر في إخفائه؛ لأن ضميرها كان يؤنبها؛ فقررت أن تخبرني عنه، وقد سألتها: لماذا كانت تريد أن تخفيه؟ فقالت: حتى لا أرجع عن قراري في أن أتقدم للزواج منها، فعاتبتها وقلت لها أن ذلك كان خطأ منها، مهما كانت الأسباب.

والأمر الذي كانت تخفيه هو أن أباها يتعاطى ( يشرب) المحرمات، بالرغم من أن أسرتها كلها مستقيمة على طاعة الله، وقد حاولوا معه عدة مرات أن يبتعد عن ذلك ولم ينفع ذلك، وأنا الآن محتار في ذلك، ماذا أفعل بعد أن عرفت ذلك؟ برغم أنها فتاة ذات دين وأخلاق عالية، وأنا لم أستطع أن أكلم أهلي في ذلك؛ لأني لا أعرف ردهم في هذا الأمر.

أرشدوني، ماذا أعمل في هذا؟ وجزاكم الله عني وعن الأمة الإسلامية كل الخير، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muojjahed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفتاة الملتزمة المحتشمة المؤدبة لا ذنب لها في جريمة والدها، والله تبارك وتعالى يقول: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى))[الأنعام:164] وأنت تشكر على رغبتك في صاحبة الدين وإن قل فيها جانب الجمال، وقد أحسنت، فإن جمال الباطن بالإيمان والأخلاق هو الذي يدوم وهو الذي ينتفع به صاحبه والناس، وقد أعجبني حرصك على عدم التمادي في المكالمات والتوسع في العلاقات، وهذا دليل على أنك تسعى للخير وتطلب الكمالات، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان لن يبخلوا عليك بصالح الدعوات.

ونحن ننصحك بأن توغل في الأمر برفق ولا تستعجل، حتى تعرض الأمر على والديك؛ فربما كانت عندهم خيارات أخرى، واعلم بأنك سوف تنتفع من ملاحظاتهم في كل الأحوال، ولا تقع في الخطأ الذي يفعله بعض الشباب، حين يجعل أسرته هم آخر من يعلم، وغالبا ما يرفضون لمجرد العناد، وتحصل المشاكل للجميع.

ومن سعادة الشاب أن يفوز بصاحبة دين وأخلاق يرضاها أهله؛ لأن ذلك عونا له على التوفيق بين حق الوالدين وحقوق الزوجة، وأرجو أن يذهب أهلك للتعرف على أسرة الفتاة ورؤيتها، وليس من المصلحة أن يعرف أحد ما حصل بينكما، وأرجو ن تتوقف كل أشكال الاتصالات، حتى تتحول هذه العلاقة إلى رسمية وشرعية ومعلنة.

وسوف تنال أجرا عظيما إذا أخرجت هذه المؤمنة المحتشمة من بيتها الذي فيه من يشرب الخمر، ونحن نحرض الشباب على الاهتمام بالزواج من الصالحات؛ حتى يتمكن من طاعة الله على أكمل الوجوه، ويشاركن في إخراج الأجيال المؤمنة التي تعول عليها – بعد توفيق الله في معاركنا.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله وبضرورة احترام المشاعر، فمن حق كل إنسان أن يتقدم أو يتأخر، ولكن من الضروري رعاية المشاعر والحرص على حسن الإخراج وقبول الأعذار؛ فإن شريعة الله ( إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) ودستور الحياة الزوجية (مودة ورحمة ) وضابط استمرارها إقامة حدود الله ورعاية شرعه.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات