السؤال
السلام عليكم
أولا أشكر الجهود الجبارة التي تقومون بها لمساعدة السائل.
وأما سؤالي فهو بخصوص أمي، فقد لاحظت أنه عندما تتكلم فإنها تنطق حروف بعض الكلمات على خلاف ما تنوي نطقه، مثلا كأن تقول: (جيدي بدل زيدي) أو (مسيت بدل مشيت) أو (خرزت بدل خرجت)، وعندما تنطقها خاطئة تصححها بعد ذلك.
كما أنها تعاني قليلا من النسيان، وهي تعاني من هذه الحالة منذ سنتين تقريبا وعمرها 54 عاما، ولا أعرف ما سبب ذلك! هل هو بسبب ما تحملته من متاعب كمرض أبي ومزاجه المتقلب وعصبيته وثورانه لأتفه الأسباب، وعدم سماعها لكلمة شكر تشعرها بالمجهود الذي قامت به طيلة هذه السنين، بالإضافة إلى مشاكل الأولاد؟
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ه.ه.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا على الثناء العطر الذي تقدمت به للشبكة الإسلامية، وأشكرك أيضا على اهتمامك بحالة والدتك.
والنسيان مع اضطراب الكلام أو عدم ترابطه أو إخراج الكلام بصورة خاطئة ربما يكون مرتبطا بعلة في الذاكرة، هذا هو السبب الأرجح..
واضطرابات الذاكرة أو ضعفها دائما تأتي بالتدرج، وهناك أسباب نفسية وهناك أسباب عضوية، ومن أكبر الأسباب النفسية لاضطرابات الذاكرة هو الاكتئاب النفسي، وكذلك القلق النفسي، وأما الأسباب العضوية فهي كثيرة وأهمها بالطبع الخرف أو العته والذي يسمى أيضا بعلة أو متلازمة الزهايمر..
أنا لا أريد أن أبعث أي نوع من الرعب لديك ولكن في مثل هذه الأعمار – أي منتصف الخمسينات – إذا ضعفت الذاكرة بصورة واضحة فلابد أن يتم فحص الحالة بصورة دقيقة، وأهم فحص نقوم به أخذ صورة مقطعية للدماغ لنعرف إن كان هنالك أي ضمور أو قلة في خلايا المخ؛ لأن هذه واحدة من العلامات المميزة للخرف.. ونقوم أيضا بفحص الغدة الدرقية لأن العجز فيها ربما يؤدي أيضا إلى ضعف في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.
أنا أستبعد بصورة كبيرة أن تكون هذه الأسباب هي التي سببت الحالة التي تعاني منها والدتك، فأنا أكثر ميولا أن والدتك مصابة باكتئاب نفسي، وهذا الاكتئاب هو الذي أدى إلى هذه الأعراض، وكما ذكرت ربما تكون هنالك بعض الضغوطات على الوالدة في محيط الأسرة.
والشيء الذي أود أن أنصح به هو أن تتناول والدتك علاج مضاد للاكتئاب، وإذا لم تتحسن بعد شهرين من بداية تناول العلاج، لابد أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب حتى يقوم بفحصها وإجراء اختبارات مهنية للذاكرة، وكذلك أخذ الصور المقطعية وإجراء الفحوصات المتعلقة بالدم لفحص الغدد والهرمونات المتعلقة بضعف الذاكرة.
والدواء الذي أود أن أنصح به يعرف باسم (بروزاك)، واسمه العلمي (فلوكستينFlyoxetine)، أرجو أن تبدأ والدتك في تناوله بجرعة كبسولة واحدة – 20 مليجراما في اليوم –، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، وكما ذكرت إذا حدث تحسن بعد شهرين يمكن أن تستمر في العلاج – أي على الكبسولتين – لمدة ستة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين، ثم تتوقف عن العلاج.
أما إذا لم يحدث تحسن في حالتها - في مزاجها وتركيزها وذاكرتها - بعد الشهرين فأرجو أن تقابل الطبيب.
أسأل الله لها الشفاء والعافية، وبارك الله فيك..
وبالله التوفيق.