نصائح وإرشادات لمن يصلي أحياناً ويترك أحياناً

0 547

السؤال

أنا إنسانة متأكدة من وجوب الصلاة، تربيت منذ صغري على ذلك، ولكني كنت أصلي خوفا من العقوبة التي ستلحقني وإلا لن أصلي.

تزوجت وأنا في الثالثة عشرة من عمري، وتركت الصلاة من حينها مدة 3 سنوات، ثم أراد الله لي أن ألتقي بأخوات صالحات، وكنت أصلي أمامهم، والكثير يرى أني أفضل منهم، فهم لا يعرفون حقيقتي.

عندما أجلس معهم أشعر بتأنيب الضمير فأعود إلى المنزل وأجلس مع نفسي وأحاسبها وأعاتبها وأذكرها بما ستنال من جزاء ترك الصلاة، فأحيانا أصلي عدة فروض وعدة أيام ثم أعود وأترك الصلاة مرة أخرى، وهكذا دائما، حتى تعرفت على إحدى الأخوات الصالحات التي رأيت أنها ستعينني ولن تبوح بسري لأحد (فأنا أمام الجميع قدوة لهم وهم لا يعلمون أن الله غير راض عني بسبب تركي للصلاة) فجزاها الله عني خير الجزاء أعانتني كثيرا وتأثرت بتذكيرها الدائم لي بالله، وحافظت على الصلاة ما يقرب السنتين.

كنت إذا قصرت أو تساهلت تأخذ بيدي وتردني للطريق الصحيح، ولكن لي ما يقارب خمسة أشهر عدت إلى حالتي الأولى، فأنا الآن أصلي وأترك وأجاهد وأتوقف وهكذا، أحيانا أشعر أن الله لن يرضى عني بسب تركي للصلاة طيلة هذه الفترة، وأحيانا أشعر بأن الله رحيم، ولكني وصلت إلى مرحلة وهي أن الله لن يرضى عني، وكلما خاطبت نفسي بالقيام للصلاة لا أستطيع.

أرجو منكم أن تعينوني بخطوات عملية أستطيع بها انتشال نفسي من هذا الوحل الذي أنا فيه، فأنا لا أدري ماذا أفعل؟! وأخاف أن يختم الله لي بهذه الخاتمة فأكون من أصحاب السعير.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحديث النبوي قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) ولقد أحسن من قال:
خسر الذي ترك الصلاة وخابا وأبى معـــــــــــــــــادا صالـــــحــــا ومآبــــــــــــــا
إن كان يجحدها فحسبك أنه أضحى بربــــك كافــــــــــــــــــــرا مرتابـــــا
فالشافعــــــــــــــي ومالـــــــــك رأيـــا لـــه إن لم يتب حد الحسام عقابا.

الصلاة هي الميزان الذي يعرف به دين الإنسان في الدنيا، وهي أول ما يحاسب عليه يوم القيامة، و(من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)، وهؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، وإذا كان تارك الصلاة معهم فهو منهم ومثلهم والعياذ بالله.

لست أدري أين هو دور الزوج وتشجيعه لك وليته علم أنه راع ومسئول عن رعيته!

إليك بعض الأشياء التي ستعينك على المواظبة على الصلاة إن شاء الله تعالى:
1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه ويوفق من أمل فيه ورجاه.
2- إدراك الآثار الخطيرة المترتبة على عدم الانتظام في الصلاة.
3- اتخاذ صديقات صالحات يذكرنك بالله إذا نسيت ويكن عونا لك على طاعة الله إن ذكرت.

4- معرفة الأسباب الحقيقية لما يحصل؛ فربما كان السبب هو وجود المعاصي، وربما كان السبب هو السهر أمام القنوات، وربما كان السبب هو قرينات السوء، وقد يكون السبب هو عدم التربية على الصلاة في الصغر، وعلى كل حال إذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.

5- إعطاء الجسم حظه من الراحة وحقه من الطعام والترويح المباح.
6- الإكثار من ذكر الله والاستغفار والتوبة إلى العزيز الغفار، وقد ورد أن بلال بن سعد قال لأبيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في قوله تعالى: (فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون:4-5]: أهم الذين لا يصلون؟ قال: لا يا بني! لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.

تلك والعياذ بالله صلاة المنافق يجلس يرقب قرص الشمس حتى إذا آتت بالمغيب قام فصلى أربعا لا يذكر الله إلا قليلا، وقد وصفهم الله فقال: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) [النساء:142]، ففري يا أمة الله من النفاق وتجنبي أهل الفسق والشقاق، واعلمي أن باب التوبة مفتوح، وأن رحمة الله قريب من المحسنين، فسارعي بالعودة واتركي التسويف فإنه عمل الشيطان وسبيل الخسران

لقد أحسنت بخوفك من سوء الخاتمة، فإن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، والإنسان يبعث على ما مات عليه، ولكنه يموت على ما عاش عليه، فالختام فرع عن حياة الإنسان وما كان عليه من الالتزام، فأدركي نفسك قبل فوات الأوان.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات