السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 18 سنة، وأعاني من ممارسة العادة السرية منذ سنتين، ولقد وعدت الله عز وجل أن أتوقف عن ممارسة العادة، ولكني أخلفت وعدي، وأنا أتعذب لأني أخلفت بوعدي، وأتمنى منكم أن تجيبوني على أسئلتي بسرعة، وأن تكون الإجابة خاصة بي ولو كان هناك استشارات بنفس الموضوع، والأسئلة هي:
1- هل سيغفر الله ذنبي بعد أن أخلفت بوعدي له؟
2- ما هي أفضل الطرق للتخلص من العادة السرية؟
3- هل تؤثر العادة السرية على الإنجاب في المستقبل، ولماذا؟
4- هل صحيح أن الأغذية التالية تساعد على زيادة عدد الحيوانات المنوية وتقويتها كونها تحتوي على فيتامين (e) والأغذية هي (الموز والحليب واللبن وزيت الزيتون والهليون والجوز)؟
5- ما حكم العادة السرية في الإسلام؟
أتمنى منكم الإجابة على أسئلتي بسرعة لأني لا أثق إلا بموقعكم، وأشكركم جدا على صراحتكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهتدي بإذن الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن حكم العادة السرية لا يخفى على من تاب منها وعاهد الله على تركها، ونحن ندعوك إلى تجديد التوبة وتكرار الندم، واحذر من وساوس الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بشيء قدره مالك الأكوان.
واعلم أن الله سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، وأرجو أن أبشرك بمغفرة الغفور وبفرح التواب بتوبة من يتوب إليه، وقد تاب الله على من قتل مائة نفس، وهو القائل في كتابه: (( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ))[طه:82]، وهو سبحانه القائل: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))[الزمر:53].
وقد قيل للحسن البصري: إننا نتوب ثم نذنب ثم نتوب ثم نذنب، فقال: إذا أذنبت فتب إلى الله وإن تكرر الذنب والخطأ، فقيل له: إلى متى؟ فقال: حتى يكون الشيطان هو المخذول.
واعلم أن هذا العدو يحزن لتوبتنا ويتحسر لاستغفارنا ويبكي لسجودنا، فاجعل غيظك بكثرة السجود، وتوجه إلى من يملك الخير والهداية، واصدق في توبتك وابتعد عن أماكن الغواية.
ولا شك أن سبل التخلص من كل معصية يبدأ بصدق توبتنا ورجوعنا إلى الله، مع ضرورة تغيير البيئة وإخلاص النية، بالإضافة إلى ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر مع ضرورة تحري أوقات الإجابة.
2- غض البصر والبعد عن الأماكن المشبوهة، وقنوات الشر ومجلات العهر والفضيحة.
3- المسارعة إلى تحصين النفس بالزواج، لأنه الحل الأمثل، والطريق الطبيعي المشروع لتصرف الشهوة.
4- لزوم طريق العفاف والإكثار من الصوم فإنه وجاء.
5- تجنب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد، علما بأن الوحدة أفضل من صديق السوء.
6- تجنب الأكلات الدسمة، واستخدم طاقات النفس في الخير.
7- عدم المجيء للفراش إلا عند الحاجة للنوم، وعدم المكوث في الفراش بعد الاستيقاظ.
8- تذكر الآثار الصحية لممارسة العادة السيئة وكيف أنها تؤثر على كل خلايا الجسم، بالإضافة إلى الهزال والاصفرار وتأنيب الضمير، بالإضافة إلى تأثيرها على صحة الإنسان وعلى قدرته على الإنجاب وعلى استمتاعه بالحلال مستقبلا، مع ضرورة إدراك آثارها على الأعصاب والأبصار، وجلبها للأخطار إذا استمر عليها أهل الغفلة والاستهتار.
ولا شك أن الأكلات المذكورة تهيج الشهوة، كما أن العادة السرية لا توصل إلى الإشباع لكنها تجلب السعار، وتشغل عن طاعة القهار.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجنبك الفحش والشر، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبضرورة المواظبة على الصلاة، والإكثار من الذكر والتلاوة والصلاة، والسلام على من جاءنا بالهداية، وبالله التوفيق والسداد.