السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أعرف ما هي أسباب هذا المرض ( الفصام الهيبفريني )، حيث إن أخي مصاب بهذا المرض، ويتناول الأدويه منذ ما يقارب العشر سنوات، وهل سيشفى من هذا المرض نهائيا ويتخلص من هذه الأدوية؟
السلام عليكم.
أريد أن أعرف ما هي أسباب هذا المرض ( الفصام الهيبفريني )، حيث إن أخي مصاب بهذا المرض، ويتناول الأدويه منذ ما يقارب العشر سنوات، وهل سيشفى من هذا المرض نهائيا ويتخلص من هذه الأدوية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك عدة أمراض تأتي تحت ما يعرف بأمراض الفصام أو الفصاميات، ومرض الفصام الهيبفريني - بكل أسف - هو واحد من أشد أنواع مرض الفصام.. ويتسم هذا المرض بأنه يؤثر على الأفكار بصورة كبيرة؛ حيث يكون هناك خلل في الأفكار وترابطها وتوازنها، وربما تنتاب الإنسان نوع من الأفكار الضلالية المتسلطة عليه والتي لا تبنى على المنطق، وربما يصاب الإنسان أيضا بهلاوس مختلفة؛ أكثرها هلاوس سمعية، وربما تكون هنالك أيضا هلاوس نظرية.
والإنسان المصاب ربما يكون أيضا مضطربا من الناحية الوجدانية، فقد يصاب بالقلق أو التوتر، أو لا يكون عابئا ويعيش في عالم خاص به..
وأسوأ ما في مرض الفصام الهيبفريني أنه ربما يفتت شخصية الإنسان لدرجة كبيرة؛ بمعنى أن تفقد الشخصية كل مقوماتها في التواصل الاجتماعي، والحكم على الأمور، والفعالية، والعمل، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وأن يفقد الإنسان وضعه في السلم الاجتماعي، وهذا هو المؤلم جدا في مرض الفصام الهيبفريني.
لا شك أن مرض الفصام الهيبفريني يفقد الإنسان مقدراته ومهاراته، ويرجعه إلى وضع يفتقد فيه كل المقدرات التي يعيش بها، أو تتطلبها حياته حتى يعيش بصورة مستقلة.
أرجو ألا تكوني انزعجت لهذه الصورة القاتمة، ولكنها حقيقة علمية، ولابد أن أوضح أيضا أن مرض الفصام الهيبفريني في حد ذاته يتفاوت، ربما يكون المرض شديدا أو متوسطا أو خفيفا، والأشخاص الذين يصابون به في سن مبكر خاصة الذكور يكون فيهم أكثر شدة؛ لأن الإنسان إذا حدث له هذا المرض في صغره يكون قد افتقد المقدرة في تطوير المهارات، وبالتأكيد لم تتح له الفرصة من أجل التحصيل العلمي والتعليم، وكذلك اكتساب المقدرة على العمل؛ لأن هذه الأشياء تعتبر ضرورية جدا في مقاومة المرض، وذلك بجانب النضوج الاجتماعي، هذا هو الوضع بالنسبة لمرض الفصام الهبفريني..
ولا أحد يستطيع أن يحدد سببا لهذا المرض، هناك عشرات النظريات، فمنهم من يرى أنه ربما يكون نتيجة للإصابة بفيروسات في الصغر، أو ربما تكون خللا في كمية الأكسجين أثناء الولادة، أو تكون قد حصلت إصابات في الرأس، أو ربما يكون هنالك نوع من العامل الوراثي..
أرجو ألا تنزعجي لذلك، نحن نقول إن مرض الفصام قد تلعب الوراثة فيه دورا، ولكن ليست الوراثة المباشرة؛ وهناك أيضا الاستعداد لأن يحدث هذا المرض لدى بعض الأسر - ولكن هذا ليس بالضرورة -، إذن هو نوع من القبول أو الميول الإرثي، مثل ما نراه في مرض السكر والضغط وخلافه..
إذن؛ هذه هي الأسباب المعروفة لهذا المرض، وربما تتفاعل هذه الأسباب مع بعضها البعض، وقد أدخل بعض الأطباء موضوع التنشأة وصعوبة الطفولة، ولكن الكثرة الغالبة من الأطباء ترى أن ليس لذلك أهمية إلا إذا توفرت العوامل الأخرى التي ذكرتها مسبقا.
ولا شك أن المصاب بمرض الفصام يتطلب أن يتناول الأدوية لمدة طويلة قد تمتد لسنوات، ومن الضروري جدا المواظبة على الأدوية، حتى إذا لم تؤد إلى تحسن فسوف تمنع التدهور، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية فعالة ومختصرة وجيدة جدا، وتعالج أجزاء كثيرة كانت في الماضي لا تعالج.
ومن هذه الأدوية العلاج الذي يعرف باسم (رزبريدون)، وكذلك العلاج الذي يعرف باسم (أولانزبين)، وهناك علاج يعرف باسم (كلوزبين Clozapine)، وهذا الدواء يعتبر من الأدوية الممتازة والفعالة في علاج مرض الفصام الهيبفريني، ولكنه يتطلب الصبر، ويتطلب أن يكون المريض تحت إشراف الطبيب؛ لأن 2% من المرضى ربما يؤدي هذا الدواء إلى علة رئيسية في الدم الأبيض، مما يتطلب إيقاف الدواء، ولكنه يعتبر من الأدوية التي نستعملها في الحالات الشديدة جدا، ومنها الفصام الهيبفريني.
ولابد أن أنبه أن من وسائل العلاج الممتازة العلاج التأهيلي، بمعنى أن يساعد هذا الأخ في أن يقوم ببعض الواجبات، وأن يشعر بكينونته، وأن يعلم كيف يعتني بنظافته الشخصية وبملابسه، وأن يعلم ويدرب ويكسب المهارات الاجتماعية البسيطة.. هذه وجد أنها تساعد كثيرا في مقاومة هذا المرض وتؤدي إلى تحسن كبير، وذلك بجانب تناول الأدوية.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وأشكرك على اهتمامك به..
وبالله التوفيق.