خدمة الأم المريضة والموقف من الانفعال عليها

0 356

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.

أمي مرضت وكان عندي وقتها من العمر (10) سنوات، وهي ما زالت مريضة وقعيدة ولا تستطيع الحركة، ومنذ هذا السن التي ذكرته وأنا قائمة بأعمال المنزل، علاوة على ذلك العمل في إحدى شركات البرمجة، ولكن في ساعات أتعصب عليها، وأنا أعرف أن هذا محرم لكن غصبا عني، هل مرض أمي اختبار لي من ربنا سبحانه وتعالى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن خدمة الأم المريضة شرف للإنسان وأي شرف، والجنة تحت أقدام الأمهات، ولن يضيع أجرك حين يتصبب العرق في العرصات، فتقربي إلى الله بخدمتها، وأبشري بالخيرات، ولا ترفعي صوتك عليها؛ فإن ذلك يحزنها ويجلب العبرات، واجتهدي في نيل رضاها والدعوات، واعلمي أننا ننال رضا الله ببرنا للآباء والأمهات، ومرحبا بك في موقعك ومع آبائك، وإخوانك وشكرا لك على السؤال.

ولا يخفى على أمثالك تلك النماذج العظيمة لسلف الأمة الأبرار، فقد وجد فيهم من شلت يده التي وضعها تحت رأس أبيه المريض، وكان يدلك بطن والده باليد الأخرى، وكره أن يخرج يده حتى لا يستيقظ والده، ووجد فيهم من بات ليلته وهو يدلك أرجل والده، وقال في الصباح: (ما أبالي بعبادة من صلى حتى أصبح)؛ لأن من صلى كان يقوم بنافلة، والذي بات يخفف عن والده يؤدي واجبا ربطه رب العزة والجلال بعبادته فقال سبحانه: ((واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ))[النساء:36]، وقال سبحانه: ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))[الإسراء:23].

فاجتهدي في طاعة والدتك وبرها، وقد صبرت ولله الحمد، فواصلي مشوار الصبر، واعلمي أنك في اختبار، وعمري داركم بالأذكار، واتقي الله في ليلك والنهار.

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يحشرنا جميعا في زمرة الأبرار، وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات