تطوير النفس لأجل خدمة الدين

0 329

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة لدي دائما إحساس بأنني مقصرة، وأنني يمكن أن أقوم بأعمال أفضل مما أقوم بها في حياتي الآن، أحاول أن أطور نفسي قدر استطاعتي بالدورات والاطلاع، كما أجد في عملي وأنجزه بضمير، كما أني في سعي دائم لزيادة النوافل في العبادة، ولكن هذا الشعور لا يفارقني وهو مسيطر على تفكيري تماما، ويزداد عندما أرى المتفوقين والمتميزين في الحياة، ودائما أدعو الله أن يجعلني ممن يخدم الأمه، ويفخر بهم سبحانه يوم القيامة، ولكن هذا الإحساس متعب جدا.

أرجو النصح والإرشاد.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشعور بالتقصير هو أول خطوات تصحيح المسير، وهو أدب أصحاب الهمم العالية، والنفوس التواقة التي لا ترضى من المعالي إلا بأعلاها، وقد أحسن من قال:-

وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام

كما أن الشعور بالتقصير يدفع عن النفس عجبها وكبرها، وهكذا كان سلف الأمة الأبرار الذين وصفهم الله فقال: (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ))[المؤمنون:60]، وهكذا فقد جمعوا إحسانا وخوفا، أما أهل النفاق فقد جمعوا بين التقصير والأمن من مكر الله، ينظر أحدهم إلى من هو أعلى منه في أمر الدنيا، فيظل في صعود إلى أسفل، وفي هبوط مستمر.

أما أصحاب الهمم العالية فلا تكاد نفس أحدهم تصل إلى مرتبة إلا تشوقت لما بعدها في طاعة الله، كما قال عمر بن عبد العزيز عن نفسه: (إن لي نفسا تواقة، وما صلت إلى مرتبة إلا تشوقت لما بعدها)، فلما وصل إلى مرتبة الخلافة تطلعت نفسه إلى الجنة، فعمل بعمل أهلها، ومضي من الدنيا وهو يردد: (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ))[القصص:83].

وهنيئا لك بهذه الروح، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك للصعود في سلم المعالي في الدنيا والآخرة، وأرجو أن تنظمي وقتك، وتتبعي نيتك العمل، واجعلي أهدافك معقولة ومتدرجة ومناسبة لقدراتك ومواهبك، واجعلي عبادتك لله عن علم وفهم وبإخلاص وصدق.

واستعيني بالله وتوكلي عليه فإنه نعم المولى ونعم النصير، واتقي الله في نفسك، وتسلحي بالصبر واليقين، فبهما -بعد توفيق الله- تنال الإمامة في الدين، ومرحبا بك في موقعك.

ونسأل الله لك السداد والثبات على الدين.

مواد ذات صلة

الاستشارات