كيفية معالجة الورم الليفي في الثدي لدى النساء من غير الحاجة إلى الجراحة؟

0 1172

السؤال

السلام عليكم..

لدي ورم ليفي في الصدر واستأصله الطبيب، وبعد فترة عاد الورم مرة أخرى وهو والحمد لله ورم ليفي. أريد أن أعرف هل يوجد علاج غير الجراحة؟

أرجو سرعة الرد وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قطرة ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الورم الليفي في الثدي (Fibrocystic breast) هو غير سرطاني، شائع، يصيب أكثر من (50 %) من النساء.

وإن العلامات الأكثر شيوعا للإصابة بالورم الليفي هي الشعور بكتلة في الثدي، وقد تترافق بالتهاب النسيج الليفي مع ألم في الثدي، والإصابة بهذا الورم الليفي ليست ذات دلالة، وليست من العوامل المرشحة للإصابة بسرطان الثدي.

كما ويحدث المرض بين النساء بين أعمار (30) و(50)، وقد يصيب نساء أصغر من (30) سنة أيضا؛ لأنه متعلق بالدورة الحيضية، وعادة ما تتوقف الأعراض بعد سن اليأس ما لم تكن المرأة تأخذ علاجا هرمونيا، وفي بعض الحالات قد تستمر الأعراض لما بعد سن اليأس، وتتفاوت الأعراض بشكل كبير من مريضة لأخرى.

وتحدث الأثداء الليفية الكيسية نتيجة لتغيرات في الغدة (Stromal) وأربطة أنسجة الثدي، وهذه التغيرات تتعلق بدورة المرأة الحيضية والهرمونات كالاستروجين والبروجسترون. وقد تشعر النساء بألم في الثدي يكون دوريا ثنائيا في أغلب الأحيان ويتزامن مع دورتهن الشهرية، وقد يحث الألم أثناء كل دورة، ويسبب تحفيز هرموني البروجسترون والاستروجين الطبيعي الغدد والقنوات الحليبيه في الأثداء ويؤدي هذا إلى تضخم الثدي تباعا وقد تحتفظ بالماء، وقد تبدو الأثداء مؤلمة متورمة أو بها تكتل، وتتفاوت شدة هذه الأعراض بشكل كبير من امرأة إلى أخرى.

وتواجه بعض النساء الثدي الضعيف الذي يكبر فقط أثناء الحيض، بينما تواجه الأخريات رقة ثدي ثابتة، إذن؛ هذا المرض له علاقة بالهرمونات، وهو يصيب كلا الثديين.

وأما تشخيص المرض فغالبا ما يلاحظ المرض أولا من قبل المرأة، ويتم التحقق أكثر من قبل طبيبها، ومن ثم يؤكد الأمر إذا ما وجدت أعراضا أخرى مصاحبة للثدي كالألم والتورم خاصة عندما يتزامن ذلك مع الدورة الشهرية، وغالبا ما يشخص المرض بفحص الثدي السريري الذي يقوم به الطبيب، وقد يتصاحب سرطان الثدي مع هذا المرض وعندها يكون من الصعب اكتشاف وجود سرطان الثدى مع هذا المرض. لذا؛ يفضل إجراء فحوصات أخرى مثل فحص الثدي الشعاعي، أو الأشعة الفوق الصوتية، أو فحص عينة الإبرة الرفيع لنفي أو إثبات السرطان.

وأما العلاج: ففي أغلب الأحيان تكون المعالجة بالعناية الذاتية، ويقرر ذلك بشكل فردي أو شخصي - أي تقدر كل حالة بقدرها - فعلى سبيل المثال: بعض النساء قد يرغبن لبس نوع معين من حمالات الصدر للمساعدة على حمل الأثداء أقرب إلى جدار الصدر، وهذا قد يؤدي إلى بعض الراحة وتخفيف الأعراض والألم، وحمالات الصدر مهمة خاصة للنساء ذوات الأثداء الكبيرة أو عند توتر الأثداء، كما يفضل استعمال حمالة الصدر طوال اليومليلا ونهارا خصوصا أثناء أوقات دورة المرأة الحيضية، بالإضافة إلى تناول بعض الفيتامينات وبشكل خاص Vitamin e، Vitamin b6 أو Niacin بجرعات غير عالية.

وقد يجد بعض النساء فائدة من تخفيض كمية الكافيين بتجنب القهوة والشاي والشيكولاتة التي تزيد من ألم الثدي وحصر الماء، وهذا أمر مختلف فيه.

أما إذا كان ألم الثدي الليفي الكيسي حاد ويتدخل في نشاطات المرأة اليومية فقد يكون من الضروري استعمال المدرات البولية، والتي قد تخفف الوذمة والألم.

وكما هو واضح فإن الورم الليفي لا يعالج جراحيا بل يعالج من خلال أخذ هرمونات بديلة (الإستروجين والبروجسترون) مع تناول الفيتامينات المذكورة سابقا، مع تجنب الدهون والشيكولاتة والكافيين (القهوة والشاي والبيبسي والكولا)، عندها يتم تخفيض حجم الورم علما بأن الأطباء الغربيين لا يطلقون عليه ورما بل كيسا.

وننصح بمراجعة طبيب أمراض النساء والولادة، وأن تتأكدي من أكثر من طبيب عن موضوع الجراحة قبل الإقدام عليها، ولكن الجراحة تفيد إن كان الورم أحادي الجانب، والشبهة تحوم حول سلامته، فعندها الاستئصال الجراحي لإثبات سلامته قد يكون هو المبرر للاستطباب الجراحي.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات