حالات القلق المرتبطة بالزمان والمكان وتأثيرها على النوم السليم

0 366

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع والدكتور المختص، وجعله الله في ميزان أعمالكم.

أنا شاب أعزب أبلغ من العمر 26 عاما ولدي مشكلة بدأت من عدة أعوام ولكنها بدأت تزداد في هذه الأيام، وهي أنني عند التوجه للنوم أحس ببعض التوتر مثل زيادة ضربات القلب وبألم بالأرجل، مما يسبب لي التأخر بالدخول بالنوم، وعند النهوض من النوم أكون قد حصلت على عدد ساعات قليلة، وبالتالي أقضي جل اليوم أفكر هل سأنام الليلة أم لا، وتستمر معي نفس أعراض التوتر وهي زيادة في الخفقان خلال اليوم، وهذه المشكلة أصبحت تعيقني عن كثير من الأعمال التي كنت أحب أن أعملها، مع العلم أني أكثر من قراءة القرآن والصلاة والحمد لله، وأبتعد عن كل ما حرم الله، ولكن مشكلتي التفكير كثيرا بالنوم مما يؤدي إلى التوتر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هي حالة بسيطة، وهي نوع من القلق الظرفي البسيط، والقلق يمكن أن يكون مرتبطا بالمكان أو الزمان، وفي هذه الحالة القلق لديك مرتبط بالمكان والزمان، مرتبط بالذهاب إلى الفراش ومرتبط دائما أنه يكون قبل النوم، عموما هو نوع من أنواع القلق البسيطة جدا، والتي يمكن التغلب عليها.
الزيادة في ضربات القلب ناتجة عن زيادة مادة الأدرينالين التي تفرز من بعض أجزاء المخ خاصة المنطقة الوسطى في الأشخاص الذين يعانون من القلق.

أما بالنسبة لآلام الأرجل فهي ناتجة من الشد العضلي الذي هو في الأصل ناتج من التوتر النفسي البسيط.

أؤكد لك تأكيدا قاطعا أن القلق ليس كله سيئا، القلق طاقة نفسية مطلوبة من أجل النجاح ومن أجل الإبداع ومن أجل أن نكون فعالين ومنتجين ومثابرين، ولكنه قد يكون معيقا إذا زاد عن حده.

أنت محتاج لشيئين:

الأول: هو أن تحسن من صحتك النومية؛ ويكون ذلك كالآتي:

1- ممارسة الرياضة؛ خاصة الرياضة الصباحية.

2- عدم النوم أثناء النهار، ولا مانع من أخذ القيلولة الشرعية ولكن النوم الطويل والعميق بالطبع مرفوض.

3- أرجو أن تبتعد ابتعادا كاملا عن تناول القهوة والشاي وكل محتويات الكافيين مثل البيبسي بعد الساعة السادسة مساء.

4- أرجو أن يكون لك وقت ثابت في الذهاب إلى الفراش للنوم، هذا يساعد أيضا في ضبط وترتيب الساعة البيولوجية لديك مما يحسن من نومك.

5- يا حبذا لو جلست على كرسي مريح قبل النوم، وحين تشعر بالنوم هنا يمكن أن تذهب للفراش.

6- يمكن أن تتناول حليبا دافئا قبل النوم.

7- لا مانع من القراءات البسيطة، ولكن لا تقرأ شيئا ممتعا فهذا ربما يجتذبك ويضعف ويذهب نومك.

8- أرجو أن تكون حريصا على أذكار النوم، فهذه مجربة ومعروفة وخيرها كثير بإذن الله تعالى.

هذا هو الإرشاد النفسي العام والضروري بالنسبة لأن يحسن الإنسان من نومه بصفة عامة.

الثاني: لا مانع أن تقوم بإجراء بعض تمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة وممتازة، هي تمارين إعادة التنفس أو كيف أعرف أن أتنفس بصورة صحيحة؟

يمكن أن تجلس في مكان هادئ وتكون مستلقيا، وتفتح فمك قليلا وتغمض عينيك وتتأمل في شيء جميل أو تفكر في شيء جميل حدث في حياتك، ثم بعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا، املأ صدرك والبطن بالهواء وهذا هو الشهيق ويجب أن يكون من الأنف، بعدها أمسك الهواء في صدرك لمدة خمس ثوان –هذا سوف يكون أمرا جيدا– ثم ابدأ في إخراج الهواء –وهذا هو الزفير– ويكون عن طريق الفم وبطيئا وقويا، كرر هذا التمرين عدة مرات، ويا حبذا لو قمت به قبل النوم.

أيضا يمكنك إجراء تمارين استرخاء للعضلات، تأمل أنك تسترخي في عضلاتك، خذ عضلات الجسم مجموعة مجموعة، ابدأ بعضلات القدمين، ثم عضلات الساقين، فالفخذين، فالحوض، فالبطن، فالصدر، فالرقبة، تأمل هذا الاسترخاء وهو مفيد جدا خاصة أنك تعاني من الآلام في الأرجل.

يمكن أن تتحصل على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، وهي الحمد لله متوفرة جدا، وعندكم في الكويت الأخ الدكتور صلاح الراشد لديه عدة منتجات في هذا السياق.

الشق الأخير في علاجك: لا بأس أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، هنالك دواء بسيط جدا وغير إدماني وغير تعودي، يسهل الحصول عليه حيث أنه لا يتطلب وصفة طبية، ولا يكلف كثيرا، هذا العقار يعرف باسم موتيفال، يمكن أن تتناوله بمعدل حبة واحدة مساء، ساعة ونصف أو ساعتين قبل النوم، تناوله لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنه.

وإذا كانت ضربات القلب أو الخفقان مزعجا فلا مانع أن تأخذ دواء آخر يعرف باسم إندرال، تناوله بجرعة صغيرة -10 مليجرام– يوميا وسوف تجد إن شاء الله أنك تحسنت كثيرا.

اتبع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي ذكرته لك، وأسأل الله لك نوما هنيئا.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات