أثر غياب الأب على الصغار

0 194

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:

فأنا شاب متزوج وعندي - والحمد لله - ولد له سنتان وزيادة وبنت لها 3 أشهر، وقد قدر لي أن أفارقهما لأسباب الدراسة، ومعلوم أن مفارقة الوالد لأبنائه أيا كان السبب قد يؤثر سلبا في تربية الأولاد، فهل هذا صحيح أم لا؟

وماذا يمكنني أن أقوم به لتخفيف تلك المعاناة والسلبيات المترتبة عليها، خاصة وأن الزوجة نفسها تدرس هي الأخرى، مما سيجعل أبناءها يقضون ساعات كثيرة مع جدتهم.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الضرر الحاصل من غيابك لا يكاد يذكر؛ لأن الأطفال في سن لا يدركون فيها كثيرا من الأشياء، وقد يحتاج الطفل في سنواته الأولى إلى جرعات من العاطفة والاهتمام والرعاية، وهذا ما توفره الأم والجدة مع ضرورة أن تهتم بهم زوجتك عند عودتها، حتى تعوضهم عن بعض ما فقدوه في أثناء غيابها.

ونتمنى أن تهتم أنت أيضا بزيارتهم كلما أتيحت لك الفرصة، وأرجو أن تجتهد في اختصار مدة الدراسة، ومن ثم تعود إلى وطنك لتكون إلى جوار أطفالك وأهلك، وأرجو أن تعلم أن الأطفال سوف يحتملون غيابك الآن، لكنهم سوف يتضررون من عدم وجودك معهم مستقبلا.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وبضرورة الإكثار من الدعاء للأبناء، فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة، وأرجو أن تعلموا أن الأطفال ينتفعون بصلاتكم وصلاحكم، ويأخذون عنكم آدابهم وأخلاقهم، ولذلك فأرجو أن يكون أول ما تبدأ به صلاح أنفسكم؛ فإن أعينهم معقودة بأعينكم والحسن عندهم ما استحسنتم، والقبيح عندهم ما استقبحتم، والمربي الناجح يستحسن الفضائل والقرآن والصلاة، ويجتهد في وضعهم مع الرفقة الخيرة.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات