السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22 سنة، وأعاني من سواد تحت عيني، ووجود تجاعيد رفيعة، وانتفاخ في الجفن السفلي والعلوي، وقد قمت باجراء فحص للدم واتضح أنه سليم، ولا أعاني من فقر أو نقص في الدم.
مع العلم بأنني أرتدي النظارات الطبية في كل وقت، ولا أستطيع الاستغناء عنها، ولا أستطيع الرؤية بوضوح من غيرها. فهل هي السبب في هذه التجاعيد أم لا؟ وهل من علاج لهذه التجاعيد والانتفاخات؟ فهذا يسبب لي الإحراج الشديد، وأخاف أن يتضاعف كثيرا إذا أصبحت في سن الـ(25).
أرجو المساعدة، وأشكركم جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوصف السابق والذي يعطي مظاهر الاسوداد والانتفاخ والتجاعيد حول العين في هذا السن المبكر - خاصة - وإن كان ذلك قد بدأ في سن مبكرة يوحي من قريب أو من بعيد بأن ما تعانين منه هو درجة من التهاب الجلد البنيوي أو الأكزيما البنيوية بأحد درجاتها، ويجب العلم بأن كل جلد جاف يتجعد، وكل جلد مجعد يبدو أسمر أكثر من حقيقته، وأن استعمال المرطبات يؤدي إلى التقليل من الجفاف، وبالتالي يتحسن مظهر التجاعيد ويقل السواد تحت العين.
وللعلم بالشيء أيضا فإن التجاعيد التي تصيب الوجه تندر قبل سن الثلاثين إلا أن يكون هناك سبب من جفاف أو أكزيما أو ما إلى ذلك. وبالتالي فإن هذه التجاعيد لا تعتبر تجاعيد سن بل تجاعيد مبكرة لها سبب مرضي يمكن علاجه.
ولتأكيد تشخيص الأكزيما ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية لإجراء الفحص وإتمامه ليشمل الثنيات الجلدية خاصة طوية المرفقين وطوية الركبتين ثم إجراء اختبار دم Cbc، وقد كانت نتيجته عندك جيدة من ناحية ما ذكرت من عدم وجود فقر الدم فقط، والفحص الثاني هو Ige، وهذان التحليلان هما الحد الأدنى.
وأما إن ثبت التشخيص للأكزيما البنيوية فنصائحنا ما يلي:
1- يجب تجنب جفاف الجلد، وذلك بالاستعمال المتكرر للمرطبات لأن الجفاف يتلوه حك وسحجات تنتهي بالإنتان وزيادة التأكزم والدخول في المضاعفات.
2- هناك مستحضرات جديدة لإبقاء الجلد رطبا لفترات طويلة مثل: (ريبير يامانوشي، واندريال روك، والأحدث هو حمض النيكوتين 1% الموضعي - وهو غير موجود حاليا - وأويلاتوم جيل وغيرهم الكثير حسب الأقاليم الجغرافية).
3- يجب الابتعاد عن الغبار والمثيرات الأخرى، وكل الأشياء التي تتطاير منها الجزيئات مثل الحيوانات (الطيور والقطط)، والنباتات (ذات الجزيئات الطيارة)، والجمادات (السجاد وغباره وأمثاله)، وهكذا حسب معرفة المريض لما يثير مرضه.
4- ويفضل ألا يستعمل السجاد في البيت لأنه يحمل الغبار، وأن تكون حشوة المخدة قطنية وغلافها جلدي والفراش مغلف بمادة جلدية لا تتطاير أجزاؤها ولا ما بداخلها، وألا يكون في غرفة المريض زوايا تحمل الغبار، وأن يتم التنظيف للغرفة بغياب المريض بواسطة المكنسة الكهربائية أو باستعمال الماء وليس بالكنس الذي يسمح بتطاير الجزيئات فتثير الحساسية.
5- يجب تجنب الخروج أيام تطاير الجزيئات في الجو على اختلاف مصادرها.
6- عدم الدخول والخروج من أوساط متفاوتة الحرارة والرطوبة قدر الاستطاعة، ويجب الحياة بوسط معتدل مستقر ماديا وعضويا ونفسيا.
7- وأما بالنسبة للوجه والأجفان فتبقى المراهم الكورتيزونية الخفيفة هي الحل المتوفر والفعال، ولكن لا تستعمل لفترات دون الإشراف الطبي، كما ويمكن استعمال البدائل الحديثة للكورتيزونات مثل الماكروليماس والبيماكروليماس (الإليديل) ولكنها غالية وبالطبع لأنها جديدة وحديثة يجب أيضا المتابعة مع الطبيب ولا تؤخذ دون إشراف.
8- كثير من المرضى يحتاج لمضادات الهيستامين المنومة وذلك لتهدئة المرض والحكة بشكل غير مباشر.
9- الحالات التي لا تستجيب تحتاج مراكز متخصصة للتثقيف والعلاج والمتابعة.
وبعد كل ما ذكرناه نؤكد على ضرورة مراجعة الطبيب للفحص والمعاينة ولوضع التشخيص.
كما لا أظن أن استعمال النظارة الطبية هو سبب ما تعانين منه.
وأما الانتفاخ حول العين فلم أستطع تصور أسبابه، ويفضل مراجعة طبيب أمراض العيون لنفي وجود مرض في العين.
وباختصار: عليك مراجعة طبيب الجلد أولا ثم طبيب العيون لو رشح طبيب الجلد ذلك، وعليك استعمال المرطبات المتناسبة مع طبيعتك والتي ترتاحين لها ملمسا وترطيبا ورائحة وسعرا ولونا وتطبيقا بشكل دوري منتظم، وعليك بالوقاية من الأسباب التي يجب التحري عنها، وإجراء تحليل Ig e وCbc، واستعمال كريم هيدروكورتيزون باستشارة وإشراف طبيب الجلد أو بدائل الكورتيزونات، والاستمرار باستعمال النظارة الطبية لأنها مفيدة ولأنها تخفي ما يزعجك حول العين من جفاف وتجاعيد وانتفاخ.
وبالله التوفيق.