كيفية التصرف مع قسوة الأهل وجفائهم

0 545

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من قسوة وجفاء التعامل معي من قبل أهلي وخاصة من أمي، على الرغم من أنني أحاول جاهدا أن ألبي طلباتهم كاملة، ولكن أحس أنهم لا يفهمونني جيدا. فما الحل أثابكم الله؟

وهل البعد عنهم هو الحل الأمثل؟ مع العلم أنني أعيش معهم وكأنني لست موجودا بينهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعل في قلوب أهلك المودة والرحمة والعطف والحنان والشفقة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه لمن المزعج حقا أن يعيش الإنسان في مثل هذه البيئة التي تتسم بالجفاء والغلظة والقسوة، وخاصة مصدر الحنان والعطف والتضحية ألا وهي الوالدة.

إن ما ذكرته فعلا خلاف الفطرة وضد المألوف في حياة الناس كافة، وأنا أعتقد أنه - ومما لا شك فيه - أن وراء هذا التصرف المزعج دوافع خفية قد تكون أنت على علم ببعضها، وقد يكون البعض الآخر خفيا قد لا يشعر به حتى صاحبه، ولذلك أنا أتمنى من أخي خالد أن يحاول أن يحلل هذه الظاهرة، وأن يجتهد في الوقوف على أسبابها، فقد يكون المهندس خالد نفسه هو أحد أسباب هذه الظاهرة، وفي تلك الحال لابد لنا من أن نسعى أولا في تغيير أنفسنا ونمط سلوكنا وتصرفاتنا داخل هذا الكيان.

وقد تكون هناك دوافع اجتماعية أو ضغوط اقتصادية يمكن التفاهم حولها ووضع الحلول الممكنة لها، وقد تكون الدوافع وراثية يصعب التخلص منها، وفي هذه الحالة ليس أمامك إلا الصبر الجميل، والإكثار من الدعاء والتماس الأعذار، وليس الحل الأمثل هو الهروب من المنزل أو التخلي عن الأسرة؛ لأن هذا علاج العاجز الفاشل، وإنما كن موجودا وساعد في الحل وتحل بالصبر، وتأكد من أنك ستنجح إن شاء الله تعالى.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات