بين الضحك والحزن .. الإرشاد إلى الوسطية

0 501

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لم أحمل هموما طوال عمري، وطوال عمري أحب الضحك، كنت مديونا وأعرف أني في يوم من الأيام سأسدد ديوني، وكنت أبحث عن الضحكك، وكنت أختار أصدقاء الفكاهة، ولكن الآن مهما كانت الأمور مضحكة فلا أستطيع العثور على الضحك السابق، هل أنا مريض نفسي؟

الرجاء سرعة الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أظن أنك مريض نفسيا، ولكن تقلبات الحياة وزيادة المسئوليات ومرور أيام العمر، وتغير الأحوال كل ذلك يؤثر على النساء والرجال، وهذه طبيعة هذه الدنيا التي قال عنها الشاعر:

دار متى ما أضحكت يوما ** أبكت غدا يا بؤسها من دار

ولا شك أن الضحك مفيد، وفيه علاج لبعض الأمراض، وهو سبب لمحبة الناس إذا كان القدر المقبول شرعا، واختار صاحبه الأوقات المناسبة، ولم يقصد بالضحك السخرية من عباد الله.

ولا يخفى على أمثالك أن العاقل يراعي مشاعر الناس، فلا يضحك في أوقات حزنهم، ولا يظهر الحزن في لحظات سعدهم، كما أن التفكر في الآخرة والوقوف بين يدي الله أسكت الفضلاء وأبكى الحكماء، حتى قالوا عن الحسن البصري: كان إذا رآه الإنسان كأنما جاء من دفن أمه.

وأرجو أن تسلك السبيل الوسط، وخير الأمور أوسطها، ولا تضحك ضحكا يميت القلب، ولا تحزن حزنا يكدر الحياة على من حولك.
ومرحبا بك في موقعك وبين آبائك وإخوانك، وشكرا لك على سؤالك، ونسأل الله أن يصلح بالنا وبالك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات