ضعف الذاكرة عند الشيخوخة .. المشكلة والعلاج

0 492

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤالي هنا عن والدتي التي تبلغ من العمر 80 عاما، وعندها الذاكرة بدأت تضعف، أود أن أسأل: هل العلاج الكيماوي يضعف الذاكرة؟ لأنها قبل سنتين أخذت علاجا كيماويا - لأنه تم استئصال ورم خبيث في ثديها - وبدأت تفقد الذاكرة خلال السنتين، وهل هناك أدوية لتقوية الذاكرة عندها؟

أرجو مساعدتي مع الشكر الجزيل لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا شك أن لعمر الإنسان علاقة كبيرة بضعف الذاكرة، ونستطيع أن نقول إحصائيا بأن 5% من الناس – بعد عمر 65 سنة – يمكن أن يصابوا بالخرف أو بعلة الزهايمر، وفي عمر الثمانين سنة بالتقريب فإن 15% من الناس قد يصابون بهذه العلة.
وأما بالنسبة لوالدتك فلا أعرف التفاصيل التي أصابتها بضعف الذاكرة، ولكن هذه الظاهرة تبدأ في الغالب بفقد الإنسان القوة على تسجيل المعلومات الحديثة، ولذا تكون دائما ذاكرته معتلة وضعيفة للأمور الحياتية والأحداث القريبة والحديثة، ويحتفظ بذخيرة جيدة من المعلومات القديمة، هذه هي بدايات الخرف أو ضعف الذاكرة.

هنالك عدة أسباب، منها: علة الزهايمر، وتصلب شرايين المخ والدماغ ربما يؤدي إلى ذلك.

العلاج الكيميائي لا يؤدي إلى ضعف في الذاكرة، ولكن العلاج عن طريق الإشعاع - خاصة إذا شمل منطقة المخ – ربما يؤدي إلى ضعف في الذاكرة.

الذي أراه أن ضعف الذاكرة الذي أصاب والداتك هو مرتبط بعمرها، فهي تبلغ الثمانين – نسأل الله لها الصحة والعافية – وكما قلت لك أن 15% يمكن أن يصابوا بضعف الذاكرة.

كما أن هنالك طرقا قد تساعد الإنسان كثيرا، ومن أفضل هذه الطرق:

أولا: أن يعطى الإنسان المعلومات اليومية البسيطة ولا يسأل، بمعنى أن تقولي لها – على سبيل المثال – أنا بنتك فلانة، الآن الوقت كذا، هذا وقت وجبة الإفطار، هذا وقت صلاة الظهر، وهي تصلى أربع ركعات... إذن؛ نزودها بالمعلومات اليومية البسيطة، ولا نسألها. وكثير من الناس يقع في الخطأ إذا أتى قادم أو زائر فيسألوا الشخص المصاب بعلة فقدان الذاكرة: هل عرفت هذا الشخص أم لا؟ هذا يؤدي إلى إصابته بقلق زائد لأنه يحاول التعرف ولكن ذاكرته تخونه، وهذا ربما يؤدي إلى مزيد من ضعف الذاكرة والقلق والتوتر، والذي قد يؤدي إلى بعض اضطرابات المسالك.

إذن؛ نجعل الشخص يلم بالمعلومات اليومية، وهذا يساعده كثيرا، ولابد أن تكون هنالك تمارين متصلة، وإذا كانت هنالك إمكانية لعمل بعض الفحوصات وخاصة الصورة المقطعية للرأس فينصح بعملها؛ لأنها توضح درجة التآكل والتلف الذي أصاب الخلايا، وربما تعطي فكرة جيدة عن مدى درجة العلة التي أصابت الوالدة، ولكن أرجو أن لا تتعبي نفسك مطلقا، ولا تشعري بالذنب إذا كانت لا توجد إمكانية لعمل هذه الصورة.

كما أنه توجد أدوية تساعد في تحسن الذاكرة وخاصة في بدايات فقدانها، منها العقار الذي يعرف باسم نتروبيل، وهو دواء بسيط ويعطى بجرعة 800 مليجرام صباحا ومساء، وربما يساعد بعض الأشخاص في البدايات الأولى من فقدان الذاكرة.
ومن الأدوية الأخرى والمختصة في تحسين الذاكرة علاج يعرف باسم آرسبت (Aricept)، وهذا الدواء مكلف بعض الشيء، وهذا الدواء يعطى للمريض لمدة أربعة أشهر، وإذا لم يحدث تحسن في ذاكرة المريض فلا داعي لاستعماله، وهنالك دواء آخر يعرف باسم ريمانيل (Reminul) وهو جيد جدا، ويساعد في تحسن الذاكرة أو على الأقل عدم تدهورها بصورة واضحة، بشرط أن يعطى مع بداية ضعف الذاكرة، ويتميز بأنه أقل تكلفة من الآرسبت، ولكن إذا لم يستفد منه المريض بعد أربعة أشهر فلا داعي لمواصلة استعماله.

هنالك أدوية لمعالجة الأعراض المصاحبة للخرف مثل اضطرابات النوم، وبعضهم قد يكون منفعلا ومكتئبا ومتعصبا، وفي هذه الحالة يستطيع الأطباء أن يعطوه بعض الأدوية المهدئة والتي تساعد في هذه الحالات.

أسأل الله لوالدتك الشفاء، وبالتأكيد أنت على دراية كاملة ببر هذه الوالدة، وسيفتح لك باب من أبواب الجنة ببرها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات