المقصود بالتفكك العقلي والتفكك الفكري

0 401

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما المقصود بالتفكك العقلي، والتفكك الفكري، والتفكك عامة بالمعنى الشمولي للكلمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد عبيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الإنسان إذا أصبح وهمه رضوان الله والآخرة جمع الله له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، أما إذا أصبح وأكبر همه الدنيا شتت الله شمله ولم ينل من الدنيا إلا ما كتب له، وما أكثر هموم الدنيا ومشاكلها، لكن العقلاء جعلوا الهموم هما واحدا، وأدركوا أن الله خلقهم لغاية عظيمة وهي ما ورد في قوله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون))[الذاريات:56-57]. فاشتغلوا بما خلقوا له، وأيقنوا أن الله يكفيهم ما أهمهم، كيف وقد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))[طه:132].

ولا نعني بهذا أن الإنسان لا يفعل الأسباب، ولكننا نقول لابد من فعل الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب، ولكن الممنوع هو الاعتماد على الأسباب والتعويل عليها، فالمسلم يؤدي ما عليه، ويرضى بقضاء الله وقسمته بين عباده، كما أن عقل المسلم محفوظ بإيمانه من التفكير في الغيبيات لأن الغيب لله، وهذا مما يعين الإنسان على جمع العقل واستقرار الفكر.

وأرجو أن يعلم الصغير والكبير أن الأفكار المنسجمة والتصورات الكاملة لا توجد إلا في الإسلام، فهو الدين الحق الذي أجاب على كل التساؤلات الحائرة في أمر الدنيا والآخرة، أما غير المسلمين فإنهم في اضطراب وقلق وتناقض، وبلاد الاذرهار هي بلاد الانتحار، وها هو الفيلسوف الفرنسي يقتل زوجته طبقا لنظريته التي قال فيها: ما دام هناك موت فلا فائدة، وأن الإنسان لا يملك إلا أن يختار أسعد اللحظات في حياته ليموت فيها لأنه إذا عاش سوف تواجهه الأمراض والأزمات والمشاكل، وبينما كانت زوجته معه في لحظة سعد وفرح ومرح قتلها وذهب وسلم نفسه للجهات الأمنية، فذهلوا وحاولوا أن يفحصوا عقله فوجدوه سليما، فقال رجل التحقيق: هذا هو ما حصل، وعار على فرنسا أن تعتقل عقلها، وليتنا معشر المسلمين ندرك ما نحن فيه من تناسق في الأفكار واستقرار وسعادة.

ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان لا يمكن بعقله القاصر أن يصل إلى هداية؛ لأن خطوط الغيب عنه مخفية، وهو أناني وجاهل وعلمه محدود، ومن هنا كان لابد أن يكون التفكك والتناقض والخلل هو طبيعة كل عمل يقوم به، أو تصور يقوم بوصفه، وما من نظرية أرضية إلا وهي تحمل عوامل فنائها بداخلها لما فيها من التناقضات.

هذا ما فهمته من سؤالك، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكرا لك على اهتمامك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وطاعته، وأرجو أن تشغل نفسك بطلب العلم النافع، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يستخدمنا في الأعمال المرضية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات