ظهور بقع بيضاء على البطن والظهر وعلاقتها بالبهاق وكيفية معالجتها

0 908

السؤال

سلام الله عليكم، أشكر لكم جهودكم على مساعدة الناس، أما بعد:

لدي مرض جلدي وهو ظهور بقع بيضاء على مستوى البطن والإبط والظهر، ولا أعرف كيف ظهرت، وسمعت أنه يقال نتيجة البحر والتعرض للشمس، ولا أعرف ما هو سببها؟!

أرجوكم أفيدوني عن هذا المرض الجلدي، وهل يمكن معالجته بأدوية خاصة؟ وهل هو مرض فطري أم لا؟ وهل قمتم بتعريفه؟ وكيف السبيل للخلاص منه؟

أرجوكم هلا قمتم بنصحي بأدوية تزيله بالمرة، أنتظر ردكم بفارغ الصبر.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلو كان الطب يلخص بكلمات لكان كل الناس أطباء، فكلمة "بقع بيضاء" لا تعني مرضا، بل مجموعة من الأمراض تتشابه في نواح وتختلف في نواح أخرى، ونحتاج إلى تفاصيل الشكل والبدء والتوزع والتطور لتفريق واحدة من أخرى، وأنت في سؤالك أغفلت كل ذلك، ولكن أشهر وأهم ما يصيب الجذع ويؤدي إلى بقع بيضاء هو أحد الأمور التالية:-
البهاق، والنخالية القاصرة، ونقص اللون التالي للالتهاب، والتفطر الكمئي ناقص الصباغ، والنخالية المبرقشة الفطرية.

وسنذكر شيئا عن كل نوع من تلك الأنواع.

أولا: البهاق:-
1- فالبهاق بياض ناصع وليس بياضا باهتا.
2- وهو الغالب والشائع إن وجدت قصة عائلية بهاقية.
3- الحدود واضحة أو حتى أغمق قليلا من الجلد الطبيعي.
4- لا يوجد وسوف ولا قشور.
5- غالبا ما تظهر على مناطق انتقائية، مثل ما حول العينين وأطراف الأصابع والمواضع التي تتعرض للرضوض، مثل الكوعين والمرفقين.
6- يستجيب للعلاج بالمحسسات الضيائية، مثل (البوفا) و(الأشعة فوق البنفسجية – ذات الحزمة الضيقة النارو باند).

ثانيا: النخالية القاصرة:-
1- غالبا عند الأطفال دون سن البلوغ، ولكن قد تظهر بعد البلوغ أيضا.
2- غالبا تصيب المواضع المكشوفة، وقد تكون منتشرة على الجذع - خاصة عند وجود قصة تعرض للشمس صيفا -.
3- غالبا ما تكون ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ.
4- غالبا ما تكون وسفية أي عليها قشور رقيقة ناعمة بيضاء وقد يصعب رؤيتها.
5- علاجها بتجنب الشمس مع استعمال المرطبات والفيتامينات، وأحيانا تستطب بالكورتيزونات الموضعية لفترة محدودة.

ثالثا: نقص التصبغ التالي للاندفاع:-
1- غالبا ما يلاحظ المريض التهابا يتظاهر باحمرار أو تقيح أو تغير في الجلد يتلوه نقص في اللون.
2- غالبا لا تكون وسفية بعد زوال الالتهاب.
3- غالبا ما يرسم شكل الالتهاب السابق له.
4- غالبا نقص في اللون وليس بياضا ناصعا كالبهاق.
5- علاجه الزمن مع تجنب الالتهاب وتكراره، وقد تستطب بالمحسسات الضيائية إن كان شديدا.

رابعا: هناك بعض الآفات الالتهابية المزمنة التي لا تتظاهر بالبياض فقط وإنما بتظاهرات عديدة لا تخفي نفسها، منها: التفطر الكمئي، والذي له أو منه نوع نادر هو ناقص الصباغ ولا يشخص إلا بالخزعة الجلدية، وقد ذكرناه لأهميته وليس لأنه من الاحتمالات التي قد تكون معك.

وهناك التهابات أخرى لا داعي لذكرها حتى لا تصابي بالوسواس والخوف من دون مبرر، وهي على كل حال تحتاج إلى طبيب فاحص مشخص عيانيا، وقد يلزمه بعض التحاليل إن لم يتوصل إلى التشخيص.

خامسا: النخالية المبرقشة - أي الملونة - التي هي إصابة فطرية، وهي معروفة في دول الخليج بالبهاق، وليس المقصود بذلك مرض البهاق الذي هو عبارة عن فقدان أو انعدام مادة الميلانين الملونة للجلد، بل المقصود مرض فطري يؤدي إلى نقص اللون فيشبه البهاق.

والنخالية المبرقشة تتظاهر ابتداءا ببقع بنية اللون، وذات وسوف تشبه البودرة أو الملح وتكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعة ومختلفة وتصبح منتشرة إن لم تعالج.

وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الفطرية الممرضة، والنخالية المبرقشة تعتبر شافية إن اختفت الوسوف - ولو بقيت آثارها - التي غالبا ما تكون بقعا ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ كما ذكرنا.

وتعالج النخالية المبرقشة في طورها الفعال بمضادات الفطريات، وقد فصلنا ذلك في إجابات سابقة، (الخفيفة بكريم (بيفاريل) والمتوسطة ب(الشامبو سيل صن) أو (نيزورال) والشديدة بحبوب (السبورانوكس) تحت إشراف طبي).

وأما البقع ناقصة اللون فتعالج بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي أو العلاج الضوئي، وأما إذا نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى فيعاد العلاج من جديد ولا يعتبر ذلك فشلا بل نكسا.

وبعد ما تقدم من اختصار، أي حالة هي التي عندك حتى نفصل فيها؟

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات