السؤال
أعاني من تسلخات دائمة واحتكاك بين الفخذين أو بين القدمين، مما يتعبني ويؤدي إلى تمزق البنطلونات أو اهترائها، وأنا قد تعبت من هذا، فماذا أفعل؟ وهل هذا التصاق في الفخذين؟ وما هو العلاج المناسب؟
أعاني من تسلخات دائمة واحتكاك بين الفخذين أو بين القدمين، مما يتعبني ويؤدي إلى تمزق البنطلونات أو اهترائها، وأنا قد تعبت من هذا، فماذا أفعل؟ وهل هذا التصاق في الفخذين؟ وما هو العلاج المناسب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك احتمالات عديدة، ولكن نقص البيانات االمعطاة ينقص التركيز على مرض بعينه، ولذلك قد نضطر للتفصيل في عدة أمور بينها تداخل وتشابه.
وقبل البدء بالحديث عن التسلخات، يجب أن ننفي أولا وجود الداء السكري، وثانيا الأكزيما البنيوية، وثالثا التماس مع مواد كيمياوية والألياف الاصطناعية والتركيبية، وبعدها فالحل سهل والعلاج متوفر، ولكن علينا أن نفكر بالأسباب والتخلص منها قبل كل شيء.
غالبا ما يصيب الذين يمشون لفترات طويلة مرض بين الفخذين يسمى المذح أو الصماط، وهو احتكاك الجلد وتسلخه بسبب تعطن الطبقة السطحية من الجلد، وإن هذا التغير في الجلد يغير من مقاومته، فيسهل إصابته بالخمائر بالدرجة الأولى أو بالفطريات أو بالجراثيم.
وأما تفصيل الاحتمالات فإن الحكة التي تشكو منها قد تكون أيضا داء الفطريات المغبني:
• وهو مرض حاك، وقد تكون الحكة فيه شديدة جدا كما تقول.
• ويكون محدد الحواف واضح المعالم ذا هامش فعال واتجاه نابذ مرتفع ومركز أنقى منخفض نسبة إلى الحواف.
• غالبا ما يزيد بالرطوبة والاحتكاح والتعرق وأشهر الصيف الحارة الرطبة، أو يكون مصاحبا لمرض السكري كما ذكرنا أعلاه.
• وعند المتزوجين فهو غالبا ما يصيب كلا الزوجين؛ لأنه ينتقل بالتماس، ومع ذلك فهو ليس خطيرا، وعلاجه سهل سليم ميسر.
• تشخيصه يتم بالفحص السريري أو المجهري المباشر، أو بالمزرعة الفطرية.
• العلاج هو مضادات الفطريات الموضعية على شكل كريم (مثل الكلوتريمازول أو الإيكونازول أو ميكانازول أو غيرها)، كما يحتاج تطبيق الكريم مرتين يوميا إلى ما بعد اختفاء جميع الأعراض والعلامات، وينبغي غسل الملابس الداخلية وغليها وكويها لمنع إعادة العدوى منها.
• وأما الحكة فيمكن السيطرة عليها بمضادات الهيستامين مثل الزيرتيك والكلاريتين، وهما لا يسببان النعاس، ويمكن أخذهما أثناء النهار، كما ويمكن أخذ الأتاراكس 10 مغ ليلا، ولكنه قد يسبب شيئا من النعاس، وتؤخذ مضادات الهيستامين ريثما يتم القضاء على الفطريات بمضاداتها.
وهناك احتمالات أخرى ولكنها أقل أهمية في الوصف لما تقول منها:
1- الحزاز المحصور، أو كما يسميه البعض التهاب الجلد العصبي.
2- الصدفية.
3- التهاب الجلد الدهني.
4- حمامى الأرفاغ.
5- الحزاز المنبسط.
ولكل مما ذكر ما يصفه ويسمه الوسم المميز، ويعود للطبيب الفاحص المعالج اتخاذ القرار واختيار العلاج المناسب.
فأما الحزاز المحصور والصدفية فنناقشهما من خلال مقارنتهما ببعض:
• إن وجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية.
• تكون البقع أو الآفات الصدفية واضحة الحدود تماما، وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جدا، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة، والقشور قليلة واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر أو الوسوف البيضاء.
• الصدفية غالبا غير حاكة إلا إذا تهيجت من الأدوية، أو كان المريض عصبيا رافضا لها، أو كانت في الطويات كما هي شكواك.
• الصدفية غالبا تصيب فروة الرأس، ولا تؤدي لتشكيل ندبات، وقد تصيب الجلد فوق المفاصل، وليس من الشائع إصابته للثنيات، بينما الحزاز المحصور يصيب مواضع تنالها اليد بالحك.
• الصدفية تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر أو انفصال الظفر جزئيا عما تحته، بينما الحزاز المحصور لا يصيب الأظافر.
• وجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.
• الصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة وذات هجمات فصلية، فهي غالبا تتحسن صيفا وتزداد شتاء، بينما الحزاز ذو مسيرة أكثر استقرارا، والأغلب فيه الحكة.
• الصدفية أكثر تأثرا بالانفعالات النفسية والقلق والخوف، والحزاز المحصور يكثر عند العصبيين.
• يندر أن ينتشر الحزاز المحصور، بينما الصدفية تنتشر وتصيب مساحات متفاوتة.
• قد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة.
• وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد، ولكن هذا نادر.
• صورة للمرض كانت تغني عن كل ما رسمناه بحروفنا.
نؤكد على ضرورة استعمال الهيدروكسيزين لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات؛ سواء أكان المرض صدفية أم حزازا.
وأما أن البنطلونات تتمزق، فهذا يعود إما لنوعية القماش أو شدة الضغط عليها بيدك، وليس السبب من المرض بل من يدك، وعلى كل حال ننصح باستعمال اللباس القطني الناعم الأبيض الحامل للخصية، وفوقه لباس لنصف الفخذ، فالأول يرفع الخصية والثاني يمنع الاحتكاك، وفوقهما بنطال ناعم قطني، مبتعدين عن النايلون والبولي أستر والألياف التركيبية والاصطناعية (أي قطن وأبيض وناعم)؛ هذا بعد علاج المرض الأصلي.
في الختام: يجب تأكيد التشخيص، وذلك من خلال زيارة الطبيب لإجراء الفحص المباشر العيني أو المجهري لنفي أو لإثبات الإصابة بالفطريات، فإن كانت فطريات فاتباع ما ذكر أعلاه وتجنب الكورتيزونات وخاصة الديبروزون لأنه قوي ولا يجب استعماله على هذه المواضع، وإن كان المرض حزازا فالعلاج باستعمال مضادات الهيستامين والللوكاكورتين فيوفورم، وإن كان صدفية فيفضل البدء بترافوكورت مع مضادات الهيستامين، ولكن الأمر يحتاج متابعة، ولا يمكن الاستمرار على هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي.
وبالله التوفيق.