السؤال
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني حامل في الشهر الثاني وأعاني من اكتئاب شديد، وفي أحيان كثيرة ألجأ للبكاء، وأشعر بحزن شديد لا أدري سببه، وكلما حاولت نسيان الاكتئاب لا أستطيع، أشعر أنه مسيطر علي ليلا نهارا، أخاف أن يؤثر هذا الشعور على الجنين.
أرجوكم ساعدوني أخاف أن يسوء الأمر أكثر من هذا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بصفة عامة يعتبر الحمل من الفترات التي لا يحدث فيها الاكتئاب النفسي بصورة شديدة، ولكن بالطبع لكل إنسان ظروفه.
أنا لا أعرف إن كان أصلا تنتابك نوبات الاكتئاب في السابق أي قبل الحمل أم هي النوبة الأولى؟
عموما نسأل الله لك الشفاء، وأود أن أؤكد لك أن هذا الاكتئاب إن شاء الله سوف يزول، عليك بالتركيز على الحمل والعناية بنفسك، وأن تسألي الله أن يرزقك الذرية الصالحة، وأن تتذكري أن هذه نعمة عظيمة، نعمة الذرية في حد ذاتها، هذا النوع من التفكير الإيجابي يساعدك كثيرا.
إذن تذكر اللحظات السعيدة وتذكر أنك في وضع بيولوجي معين يتطلب منك الاستقرار وأعتقد أنه في حد ذاته يمثل دافعا نفسيا كبيرا للتحسن.
إذا كان هذا الاكتئاب بالشدة التي لا تطاق هنا نلجأ لاستعمال الأدوية، وبالتأكيد لابد أن تكون هنالك محاذير في استعمال الأدوية في فترة الحمل، بصفة عامة فترة تخليق الأجنة – وهي الأربعة الأشهر الأولى – نتجنب فيها استعمال الأدوية بقدر المستطاع، ولكن إذا اضطر الإنسان لا مانع أن يستعمل الدواء ما دام هذا الدواء يعتبر سليما.
الدراسات تشير إلى أن عقار (البروزاك) يمكن استعماله في أثناء الحمل دون أي ضرر إن شاء الله، وهنالك عقار قديم يعرف باسم (تفرانيل)، يعتبر من العقارات السليمة.
الذي أوصي به هو (البروزاك) في حالتك، ويمكن أن تبدئي بجرعة 20 مليجرام، ولا يمكن أن نرفع الجرعة أكثر من ذلك، واستمري على هذه الجرعة – في نظري – طيلة فترة الحمل أو يمكن التوقف عنها حين تحسي أنك أصبحت في وضع مستقر وجيد وتعيشي حياتك الطبيعية؛ ففي هذه الحالة يمكن التوقف عن (البروزاك).
الشيء الذي أود أن أنصح به أيضا هو أن تكون هنالك متابعة للحمل مع الطبيبة النسائية وتخطري الطبيبة بأنك تتناولين (البروزاك) لأن ذلك يجعلهم أكثر حرصا في متابعة فترات ومراحل تكوين الأجنة.
أسأل الله لك الشفاء، وعليك بالتفاؤل، وعليك أن تتذكري أن هذه مرحلة إيجابية ومرحلة يجب أن تكوني متفائلة في حياتك، وأعيد لك ما قلته أولا وهي أن الدراسات تشير إلى أن فترة الحمل من الفترات التي تحس فيها المرأة بالطمأنينة بصفة عامة خاصة إذا كان الحمل مرغوب فيه ومخطط له، وبالتأكيد التوافق بين الأزواج يساعد كثيرا، ولا أعتقد إن شاء الله أي شوائب في علاقتك بزوجك، إذا كان أي من هذه الأمور موجود فعليك محاولة إصلاح ذات البين وتعيشي حياة زوجية سعيدة ويجب أن تكون فعالة في كل شئون حياتك.
وبالله التوفيق.