السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، والحمد لله طول اليوم وأنا موفق جدا في عملي، مشكلتي أنني تعرفت على فتاة وأحببتها، إي والله بصدق.
المشكلة أنها تزهق من دون أسباب، ورغم أني دائما أحاول أن أعرف السبب لتجيب علي، إلا أني أحس أنها تخفي عني أشياء، تعبت من زهقها الكثير، وللمعلومية أنا أيضا أزهق وأتضايق لما أحس به وأخاف منها، وآخر مرة كنت أتكلم معها، وقلت لها: إني أريد أن أتناقش معك، ونحاول نعالج موضوع زهقك، وكان ردها أني غير مريضة حتى أتعالج، احترت في أمرها وتعبت.
هي إنسانة طيبة وملتزمة، لكن تتغير وقت الزهق وتكون عصبية ومستعدة تخسر كل من حولها، فما الحل يا دكتور، أنقذني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مرهق التفكير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن نتمنى للفتاة الشفاء، ونرجو أن تحتكموا في أموركم لشريعة السماء، وتجعلوا علاقتكم على هدى خير الأنبياء، وبمعرفة وعلم الأمهات والآباء، فإن الالتزام بطاعة الله هو أهم أسباب الشفاء، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يحقق لك الأماني، وأن يرزقك السعادة والهناء، وأن يجمع بينكما على الخير والصفاء.
لست أدري هل هذه المشكلة جديدة أم هي أزمة قديمة، وهل عرضت نفسها على الطبيب؟ وهل لها شكوى من أمراض عضوية؟ وهل تعرضت لأزمة أسرية، وهل حاولتم معرفة أسباب ذلك الزهق؟ ولماذا لا تريد أن تخبرك بالحقيقة؟
هل أرسلت من تتعرف على أسرتها وأوضاعها من محارمك؟ ولست أدري ما هي حدود التزامها، وكيف علاقتها مع الشباب؟ فإن لكل مخالفة شرعية شؤمها وآثارها الخطيرة ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور:63].
نحن نتمنى أن تعلن هذه العلاقة، وتتعرف على أسرتها، وتعاونها في علاج مرضها، فإن القرب سوف يكشف لك الكثير.
هذا القرب ينبغي أن يكون في حدود العلاقة الزوجية، حيث منع الشرع كل علاقة مريبة قبل الزواج، وكثير من الشباب يلجأ إلى إنشاء علاقة مع الفتاة قبل الزواج بحجة التعرف عليها، وهذا ليس مبررا شرعا وواقعا.
أما شرعا فإن الإسلام قد جعل الخطبة وسيلة للتعرف قبل الزواج، وأباح النظر إلى الوجه واليدين أمام محارمها، وأما واقعا فإن كثيرا من هذه العلاقات قبل الزواج مصيرها إلى الفشل غالبا، أو ذهاب عرض الفتاة، مع الوعيد بالعذاب لمن سلك سبيل الشيطان، فالأولى لمن كانت هذه حاله أن يقلع عن هذا العمل، وأن يجعل علاقته في وضح النهار وفي حدود الشرع، وليس ذلك إلا بالخطبة الذي يؤدي إلى الزواج..
أما بالنسبة لمشكلة هذه الفتاة: فنحن ننصحها بالمواظبة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، والمعوذات، وآيات السحر، ولا مانع من طلب الرقية من شخص عرف عنه الالتزام والتمسك بالدين، مع ضرورة أن تكون الرقية الشرعية بالكتاب وبما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نعتقد جميعا أن الشفاء من الله، وأن حرصكما على الطاعة هو سبيل الشفاء من الأمراض النفسية والبدنية على حد سواء..فلا ينال ما عند الله إلا بطاعته.
نسأل الله أن يكتب لها الشفاء، وأن يوفقك للخير، ومرحبا بك، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يقدر لكما الخير ويرضيكما به.
وبالله التوفيق والسداد.