الموقف من الزوج المتخلي عن مسئوليته تجاه أسرته بدعوى الابتلاء بالمرض النفسي

0 504

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما رأي فضيلتكم في الأمراض النفسية التي يتعلل صاحبها الذي يتزوج وينجب ثم يتهرب من كل مسئولياته بعد الزواج بحجة أن الله هو الذي ابتلاه بذلك؟ وهل من المفروض أن تظل الزوجة على ذمتة مهما حدث لها من إيذاء منه لها ولطفلها بتركهم لأي سبب أو بدون سبب، وهجرها المستمر بالعامين، ورفضه حتى محاولة الصلح أو الحوار مع أهل الخير الساعين للصلح، واكتشاف غش في الأخلاق والطباع؟

فهل الزوجة في هذه الحالة تحاسب على تركه حتى وإن كانت تعلم بمرضه النفسي قبل الزواج؟ ويعلم الله أنها استماتت في المحاولات للبقاء في هذه الزيجة وأنها قبلت عن جهل لهذه الأمور النفسية، وأنها قبلت أخلاقا ودينا كانوا واضحين قبل الزواج، ولكن اكتشفت الكثير من العيوب التي تخص الدين والتي من المستحيل أنها كانت ستقبلها لو أنها علمت بها قبل الزواج.

والمهم في السؤال: هل المعرفة بهذا العيب الذي هو جزء فقط من المشكلة يجعلها مذنبة أمام الله؟

أرجو قراءة الرسالة بعناية لأني لا أستطيع كتابة التفاصيل إلا إذا أرادت فضيلتكم، جزاكم الله كل خير عني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wumdetaml حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنك لا تؤاخذين على رغبتك في تصحيح الوضع ورد الظلم، ولكنك تؤجري على صبرك، واحتمالك للأذى، وتثابين على محاولاتك في إصلاح الوضع، وإذا كان الرجل مريضا فعلا وهو أبو أولادك وهناك أمل في التحسن فلا تستعجلي الفراق، وكوني حريصة على الاستمرار، وساعديه حتى يبلغ العافية بإذن الله تعالى.

وإذا أردت الفراق بعد المحاولات العديدة فانظري في البدائل وفكري في مستقبل الأطفال وانظري إلى نهاية الطريق، وحكمي العقل وشاوري محارمك وأسرتك، وصلي صلاة الاستخارة ثم اتخذي القرار المناسب، وحبذا لو نظرت قبل ذلك في دين الرجل وتأملت في إمكانية عودته وتوبته من أخطائه، وأنت أعرف الناس به وبتعلقه بك، وأنت أدرى الناس بما عنده من جوانب مشرفة ولا تخفى عليك الآثار الاجتماعية والنفسية للطلاق.

وأرجو أن تعلم الأخوات الفضليات أن الشريعة تضع الأمر في يد الزوجة في مثل هذه الأحوال التي يحصل فيها الضرر الشديد الذي يترتب عليه عدم القيام بالحقوق الشرعية على وجهها المطلوب، ولكننا نحذر من الاستعجال ومن أخذ الأمر بالعاطفة، ولا ذنب على من خدعت في الرجل إذا أرادت فراقه، ولكننا نقول: وأين ستجد المرأة رجلا خاليا من العيوب؟ وهل يمكن أن تكون المرأة ليس عندها أخطاء؟ ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط؟!

أما بالنسبة للتفاصيل فلا أظن أننا بحاجة إليها، ونطالبك بالستر عليه في كل الأحوال، فإن من حقك أن تطالبي بالفراق عند حدوث الإضرار، ولكن ليس من حقك الإساءة إليه أو تشويه سمعته.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات