السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابتليت بشيء من الدنيا وأخاف أن تتمكن من قلبي وتنسيني الآخرة وتنسيني ذكر الله، فماذا أفعل كي لا تدخل الدنيا إلى قلبي؟ وهل يتعارض السعي على الرزق مع الآخرة؟
وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابتليت بشيء من الدنيا وأخاف أن تتمكن من قلبي وتنسيني الآخرة وتنسيني ذكر الله، فماذا أفعل كي لا تدخل الدنيا إلى قلبي؟ وهل يتعارض السعي على الرزق مع الآخرة؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وألا يضلك بعد أن هداك وأن يجعلك من الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الدنيا والآخرة ضرتان لا يجتمع حبهما في قلب عبد أبدا على قدم المساواة، وإنما لابد أن تؤثر إحداهما في الأخرى، وإن أخوف شيء خافه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته أن تفتح عليهم الدنيا فيتنافسوا فيها، وتكون غاية علمهم ومنتهى آمالهم.
إلا أن المسلم الصادق الموفق يستطيع أن ينسق بينهما، وذلك بأن يعلم حقيقة كل واحدة منهما وأيهما أنفع له، ويأخذ من كل واحدة على قدر حاجته منها، وقطعا الدنيا كلها بما فيها وما تحتويه وسيلة وليست غاية، فانظر إليها دائما على أنها وسيلة تعان بها على طاعة الله وتحقيق مراده، وهذا هو حدها وغايتها، فإذا ظلت عندك كذلك فلن تؤثر على إيمانك بإذن الله، وستأمن من مكرها وكيدها، كما كان حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أثنى عليهم ربهم بقوله جل وعلا: (( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار))[النور:37].
وقد كان في الصحابة من يملك الملايين ورغم ذلك لم تضعف إيمانهم، أمثال عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، فاحرص أن تأخذ المال من الحلال الخالص، وأن تتفقه فيما يرضي الله ويوافق شرعه، وأن تخرج حق الفقراء والمساكين منه، وأن تعلم أنه وسيلة وليس غاية، وتضرع إلى الله أن يجعل الدنيا في يدك وليست في قلبك.
والله الموفق.