السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة منذ زمن، وهي أني أثناء النوم أضغط أسناني العلوية على السفلية بقوة دون أن أشعر بذلك، وفي الصباح أحس بتعب شديد وألم في رأسي، ووصف لي الطبيب شرابا مهدئا فقط ولم ينفع معي.
ساعدوني أرجوكم.. وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Farah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا الضغط – أو السك على الأسنان – يحدث لدى بعض الناس خاصة في أثناء النوم الليلي، وحقيقة لا توجد له أي تفسيرات واضحة، ولكن هنالك نظريات: فهناك من يرى أنه ربما يكون هنالك خلل بسيط في الفك أو المفصل الذي يربط بين الفكين، وهناك من يرى أنه ربما يكون بدأ كنوع من التهابات الأسنان، ولكن النظرية الأرجح أنه فقط مجرد عادة مكتسبة اكتسبها الإنسان في أوقات الصحوة، وبعد ذلك استمرت معه في أثناء النوم، وهؤلاء الناس يتميزون أيضا بدرجة مرتفعة من القلق النفسي، والقلق ربما يكون ليس له أي مسبب.
وبالتأكيد الشعور بالتعب وألم في الرأس هو من شدة الانقباض العضلي، وهذا الانقباض يؤدي إلى شد في عضلات الفك وفي عضلات الرأس، وهذا هو الذي يشعرك بالتعب.
وهناك أسباب عضوية نادرة جدا لابد أن أذكرها لك، ولكن إن شاء الله لا تنطبق عليك، فهناك حالات نادرة جدا وأنواع معينة من الصرع البسيط، ربما تظهر كشكل من انقباض أو الضغط على الأسنان العلوية على السفلية، وهنا ننصح أن يتم تخطيط للمخ للتأكد أنه لا توجد أي شحنات كهربائية زائدة في منطقة معينة في المخ.
وعلى العموم إذا تيسر لك هذا الفحص فقومي بإجرائه، وهو فحص تخطيط المخ، وكما ذكرت لك أن هذا الاحتمال ضعيف جدا، ولكننا في الشبكة الإسلامية حريصين جدا أن نعطي الصورة الكاملة للإخوة الذين يتقدمون لنا مستشيرين فيما يخص صحتهم.
وأعتقد أن حالتك حالة مكتسبة تعودية وربما مرتبطة بشيء من القلق.. وطريقة العلاج:
أولا: وجد أن من أهم الأشياء التي تساعد هي تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء إذا تعلمها الإنسان بصورة صحيحة وطبقها بالتزام تفيد كثيرا، حيث أنها تؤدي إلى استرخاء عام، وتؤدي إلى امتصاص كل طاقات القلق إذا كان القلق ظاهرا أو غير ظاهر.
وهناك كتب وأشرطة كثيرة جدا في المكتبات توضح كيفية إجراء هذه التمارين.. كما أنه يمكن تعلمها بمقابلة أحد الأخصائيات النفسيات، وليس الأطباء النفسيين؛ حيث أن الأخصائي النفسي أكثر تدربا وتمرسا في إجراء هذه التمارين.
وهناك تمارين التنفس وإعادة التنفس، وهناك تمارين الاسترخاء التدريجي للعضلات، وفي أبسط أحوالها وصيغها يمكن أن تستلقي في مكان هادئ وتفكري في أمر جميل وسعيد، ثم بعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلا، خذي نفسا عميقا عن طريق الأنف – وهذا هو الشهيق – ولابد للشهيق أن يكون بطيئا وقويا وبتمعن ومزاج استرخائي، املئي صدرك وكذلك بطنك بالهواء، بعدها أمسكي هذا الهواء لمدة خمس ثوان، بعد ذلك يتم الزفير ويجب أن يكون ببطء وقوة ويفضل عن طريق الفم، وكرري هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرتين في اليوم، وسوف تجدين إن شاء الله فيه فائدة كثيرة جدا.
وعليك أيضا بالاسترخاء والتأمل في استرخاء عضلات الجسم المختلفة، ابدئي بعضلات القدمين، ثم الساقين، ثم الفخذين، فالحوض، فالصدر، فالرقبة.. وأنت في حالتك تعتبر استرخاء عضلات الرقبة من الأشياء المهمة جدا جدا.
وأنصح أيضا أن لا تنامي على أكثر من وسادة (مخدة)، بل على واحدة وتكون مسطحة..
ولا شك أن الحرص على تمارين الاسترخاء مفيد، وكذلك تمارين الرياضة.. وعليك أيضا الالتزام التام بأذكار النوم، وهي باعثة على الطمأنينة ومحافظة للإنسان بإذن الله تعالى وتقلل من القلق والتوتر.
وينصح أيضا بعدم تناول أي مادة تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والبيبسي، فلا تتناولي هذه المواد بعد الساعة السابعة لأنها في بعض الحالات تكون مثيرة للانقباضات العضلية في أمكان معينة من الجسم.
وسيكون من الجيد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، أنت ذكرت أن الطبيب قد كتب لك علاجا مهدئا ولكن لم تذكري اسمه، هنالك بعض الأدوية المضادة للقلق البسيطة جدا ومفيدة، مثل عقار (موتيفال)، يمكن أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناولها.
باتباعك لهذه الإرشادات وتناول الدواء المطلوب سوف تختفي الحالة تماما، وحتى إن لم تختفي أو فقط قلت، فأرجو ألا تنزعجي مطلقا لها وأنها وفي يوم من الأيام سوف تختفي ولن تكون موجودة.
وبالله التوفيق.