السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ 16 عاما، ولي ثلاثة أطفال كبار، وزوجتي دائما كثيرة المشاكل، وجميع أسرار البيت عند أهلها، وتختلق المشاكل إما علي كزوج أو على الأولاد.
تخاصمنا أنا والأولاد أياما وليالي، وفي كل مرة تطلب الطلاق، والأهل لا يحاولون إصلاح ذات البين، وهي تعمل ولا آخذ من راتبها شيئا، وأحاول إيجاد حل، آملا منكم المساعدة.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Issa65 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من عاشر امرأة ستة عشر عاما ورزق منها الأولاد أعرف الناس بها وأحرص الناس على الاستمرار معها، وهذا ما لمسته من سؤالك الذي تشكر عليه.
واعلم أن هذا الأمر يسير إذا صدقت في نيتك وتوجهت إلى ربك وصبرت على زوجتك، مع ضرورة تفادي أسباب غضبها حرصا على مصلحة الأولاد ورغبة في لم الشمل وتأسيا برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي أوصى الرجل بالمرأة مراعاة لضعفها، بل كرر تلك الوصية مرارا حتى كانت من آخر وصاياه، فقد ودع الدنيا وهو يوصي بهذا الكائن الضعيف.
ولا شك أن زوجتك قد أساءت بنقلها لأسرار البيت، ووقعت في مخالفة شرعية واضحة، ولكن المرأة إذا لم يحسن زوجها الاستماع لآلامها وآمالها بحثت عمن تبث إليه شكواها ونجواها، وهنا مكمن الخطورة، فحاول أن تكون مستمعا جيدا، واجلس مع زوجتك في هدوء، وحاورها في لحظات الصفاء، واذكر لها ما عندها من المحاسن، وذكرها بالأيام الحلوة التي مرت عليكم خلال الأعوام الماضية.
واعلم أن المرأة يرضيها القليل، وأنها تحتاج في الغالب إلى من يستمع إليها ويثني عليها أكثر من حاجتها لمن يأتيها بالأغراض والأمتعة والمأكولات والمشروبات ثم يعطيها ظهره؛ لأن المرأة تحتاج إلى الحماية والاهتمام وتجدد مشاعرها بالكلام وتعرف موقعها في قلب زوجها من خلال نظراته وعباراته، فهل بذلت لها ما تريد؟
وأرجو أن تشجع الأولاد على طاعتها وتحرضهم على برها، ولا تستجيب لطلبها في الطلاق، كما أتمنى ألا تتعاون أنت وأولادك ضدها، وانظر في كلماتها فاقبل منه الصواب، وطيب خاطرها عند الخطاب، وذكرها بربك الوهاب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر والإحسان، فإن الله مع الصابرين، وهو سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
وأرجو أن تعلم أن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين خلقه، وعليك بالمسارعة للطاعات والتوجه إلى رب الأرض والسموات، واستمع إلى قول ربك في الآيات: ((وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين))[الأنبياء:90].
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يجمع شملك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
وبالله التوفيق.