انتظار الفتاة لشاب يريد أن يخطبها عندما تتهيأ له الظروف المناسبة

0 357

السؤال

السلام عليكم

أنا أحب شابا بعمر 26 عاما، وكنت أنا وهو زملاء وأصدقاء، وتحولت العلاقة إلى حب عفيف في الله، ولكن لم يصارح أحد الآخر بهذا الحب، ولكن التصرفات والأفعال تبين مدى هذا الحب، وهو الآن في الجيش وأمامه 3 سنوات إلى أن ينتهي منه.

أنا أريد الارتباط به ولكنه لم يقل لي شيئا يلزمني، وجاءت لي فرص كثيرة للزواج، وعندما أقول له يقول لي: أنا لا أدري ما مصيري ولا أدري متى أكون نفسي وأنا أريد أن أتقي الله فيك.

أنا متأكدة أنه يحبني جدا؛ لأنه من أصل طيب ومتدين ويحب الله ويتقيه، وأنا في حالة من الضيق لا أعرف مصير هذا الحب متى سينتهي وكيف ينتهي.
فماذا أفعل؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جودى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن لا ننصحك بانتظار السراب ورفض الخطاب، ونتمنى أن تحتكمي للعقل وتحرصي على الصواب، وتشغلي قلبك بحب الوهاب، وابتعدي عن شاب ليس عنده استعداد، واعلمي أنه ليست هناك صداقة وزمالة مع الأولاد، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد.

لا يخفى عليك أن الحياة فرص، والعاقل يغتنم تلك الفرص، فلا تترددي في القبول بصاحب الدين، واعلمي أن الرد المتكرر للخطاب يجلب الندامة والعتاب.
وأرجو أن يحرص الشباب والفتيات على إعلان العلاقة أو قطعها، وذلك لأن أهم علامات صدق المحبة تكون بإعلان الرغبة وطرق الباب، للتعرف على الأهل والأحباب.
والفتاة العاقلة إذا لاحظت ميل الشاب إليها دلته على بيتها ومحارمها، ورفضت كل علاقة دون علم أهلها ومحارمها وقبل رعاية الضوابط الشرعية مع ضرورة الانتباه لخطورة المخالفة الشرعية، حيث قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور:63].

قد أسعدني ما عندكم من التمسك والالتزام، ولكني أتمنى أن يكون الملتزمون قدوة لغيرهم، واعلمي أن التجاوب مع العواطف له خطورة على مستقبل العلاقة الزوجية إذا حصل الارتباط، حيث يتسارع الفتور والنفور ليخدش جذر الحياة الأسرية، وإذا لم يحصل الرباط الشرعي كانت تلك الأيام مصدر أحزان وتوترات، وخصم على سعادة الأولاد والبنات، وربما عاشت الفتاة مع رجل وقلبها مع غيره، وربما عاش الرجل مع امرأته وذكره الشيطان بتلك العلاقات فعاش الآلام والحسرات.

اتق الله في نفسك وفي هذا الشاب، وسارعوا إلى حسم هذا الموضوع قبل أن يزداد تأثرك واضطرابك ويبتعد الخطاب عن بابك.

كم تمنينا أن يفكر شبابنا بعقولهم لا بعواطفهم، والفتاة العاقلة تقنع نفسها بالحق، وتجعل تطلعاتها في إطار المعقول والممكن والمقبول، فراقبي الله وسيري على هدى الرسول، وتوجهي إلى من بيده الخير وبتوفيقه يحصل المأمول، واهتمي بالاستخارة، وشاوري محارمك والصالحات من أهل الفطنة والتجربة والعقول.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، فإنه سبحانه يحب المتقين ويسهل أمورهم، واقتربي من والديك، واجتهدي في صلة الرحم فإن ذلك مما يعين على التوفيق، وأكثري من التوجه إلى الله بالدعاء، والزمي طريق الذاكرين الشاكرين.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات