ما رأيكم بالتماس الأعذار للصديقة، ومراعاة ظروفها واهتماماتها لحفظ الود والصداقة؟

0 574

السؤال

السلام عليكم

لدي صديقة أحبها في الله كثيرا وأتصل بها دوما، ولكنها تتصل بي أحيانا، ولقد ذهبت لزيارتها عدة مرات، ولكن عندما طلبت منها أن تزورني قالت أنها لا تستطيع زيارتي، وأنها ستزورني بعد أن تلد.

مع العلم أنها كانت حاملا فهي متزوجة، وقد اتصلت وقالت لي أنها متأسفة لأنها تعبانة، وقد عذرتها، ولكن بعد يومين اتصلت بها فقالوا لي أنها خرجت لزيارة أخت زوجها، ولكن لماذا تؤجل زيارتي أنا إلى ما بعد الولادة؟ هذا ما لا أفهمه.

وعندما أقول لها: لماذا لا تتصلي بي؟ تعطيني أعذارا تافهة، كأن تقول: أنا أكره التليفونات، وأحيانا تقول لم تجد وقتا لتتصل بي، ولكن الإنسان لو كان يحبك لوجد وقتا -حتى ولو دقيقة-، ولكنها فتاة طيبة جدا وبنت ناس، وأختها أستاذتي بمعهد أدرس فيه، لكن لا أعرف هل هي تريدني صديقة لها أو لا تريدني؟ وهي تنصحني دائما لكن لا تتذكرني.

أرجو أن تنصحني ماذا أفعل معها، هل أتركها وشأنها؟ ولكنني أريد أن تكون هي صديقة عمري.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ahlam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن لا ننصحك بتركها، ولكننا نطالبك بقبول عذرها، والمحافظة على علاقتك بها، طالما أيقنت أنها طيبة وبنت ناس، ولا يخفى عليك أن كل إنسان له طبائعه وطرائقه، فاقبليها كما هي والتمسي لها الأعذار، ولا تكثري عليها من العتاب، فإن كثرة اللوم والعتاب يجلب السآمة والملل، ويشوش على صفاء النفوس ويعيق استمرار العلاقة.

وأرجو أن تعلمي أن الفتاة إذا تزوجت تغيرت اهتماماتها وبدأت تدور في فلك زوجها، ومن الحكمة والمصلحة تقديم أهل الزوج على غيرهم، رعاية لمشاعره وانتظارا لبره وإحسانه، فكوني عونا لها على ذلك، ولا تحاسبيها على كل صغيرة وكبيرة، واعلمي أن واجباتها قد زادت بعد زواجها، كما أن للحمل معاناة وتغيرات كبيرة على المرأة.

ولا مانع من استمرار صداقتك لها، بل نحن ننصحك بالمحافظة على صداقة من تقدم لك النصائح، فإن هذه من علامات الأخوة الحقيقة، وكما قيل: (أخاك أخاك من نصحك في دينك، وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرك ومناك).

ونتمنى أن تبحثي عن صديقات أخريات من الصالحات، فإن المؤمنة تحب الصالحات لصلاحهن وإيمانهن، وهذا هو الأساس في كل صداقة تقوم على تقوى الله وتجلب للمتحاجين في ظلالها رضوان الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالبحث عن صديقات أخريات من الصالحات، وحاولي أن تقتربي من والدتك وعماتك وخالاتك وكوني للجميع ناصحة أمينة وحافظي على علاقتك مع الصديقة المذكورة في السؤال الذي نشكرك عليه، ونرحب بك وبصديقاتك، ونعلن للجميع سعادتنا بكل رباط يقوم على العقيدة، وفرحنا بكل صداقة ومحبة في الله وعلى مراد الله.

ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات