تقدمت في العمر ولم أتزوج وأصابني الهم، فما الحل؟

0 21

السؤال

أنا بعمر 38 عاما، ولم أتزوج والحمد لله، فأنا أنتظر الفرج من الله، ومؤمنة بالله وصابرة، فبماذا تنصحونني؟

لا أعلم ما هو السبب؟! فحيائي وخجلي يمنعانني، بل حتى من التحدث بذلك، فأنا أبث شكواي وحزني إلى الله رب العالمين، وللأسف عائلتي من أب وأخ وأخت لا يشعرون بي، فهم يرون بأني لست بحاجة إلى شيء ما دام لدي راتب وفي نعمة، وخاصة والدي هداه الله.

والحمد لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئا لمن تنتظر الفرج من الله وتصبر رغبة في ثواب الله، وأرجو أن تكوني راضية بقضاء الله، ومرحبا بك في موقعك مع آبائك وإخوانك في الله.

اعلمي أن الأمر بيد الله، فارفعي أكف الضراعة إلى الله، واحرصي على الإكثار من الذكر والشكر لله؛ فإن السعيدة هي التي تعرف مقدار نعم الله التي تتقلب فيها بتوفيق الله، وبشكرها تنال المزيد من الله، وبه تحافظ على ما وهبها الله.

لا يخفى على أمثالك أنه لكل أجل كتاب، وأنه لن يحدث في الكون إلا ما قدره العظيم الوهاب، فحافظي على حيائك والحجاب، وأظهري ما عندك من الخير لأخواتك وصديقاتك، واعلمي أن ذلك من بذل الأسباب، واعلمي أن لكل واحدة منهن أشقاء وأرحام يبحثون عن أمثالك من الفاضلات.

احشري نفسك في تجمعات الصالحات، في مراكز القرآن والدعوة والمحاضرات، وأنا ألتمس لوالدك العذر فإنه يريد أن يشجعك ويذكرك بنعمة الله، ويؤسفنا أن نقول إننا لم نقتد بأدب سلفنا الأبرار، فلسنا أفضل من الفاروق عمر الذي عرض حفصة -رضي الله عن الجميع- على الصديق وابن عفان، ثم فازت حفصة رضي الله عنها بالمبعوث من عدنان.

لا يخفى عليك أن السعادة ليست في الزواج، ولا في المال، ولا في الوظائف، ولكن السعادة في ذكر الله، والمواظبة على طاعته، فإن وجد بعد ذلك شيء كان خيرا إلى خير، وما كل متزوجة سعيدة، ونعم الله مقسمة بين عباده، فهذه أعطيت المال، وتلك نالت وظيفة، وهذه رزقت بزوج وحرمت العافية والمال، وأخرى وجدت المال والولد وحرمت العافية والسعادة، فانظري إلى من هن أسفل منك، ولا تنظري إلى من هو أرفع منك في أمور الدنيا، وستجدين عند ذلك المحرومات من المال والوظيفة والعافية، فاتقي الله في نفسك، وأشغلي نفسك ووقتك بذكر الله وتلاوة كتابه، وعمري قلبك بحب الله والإيمان به، واعلمي أنه سبحانه يحب المتقين وييسر أمورهم ويغفر ذنوبهم.

اجتهدي في بر والديك وصلة الرحم، وكوني مع الضعفاء والمحتاجين ليكون الله في حاجتك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح والولد الصالح.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات