السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد توفي زوجي وترك لي 3 أولاد، الأكبر 14 ثم 13 ثم 8 سنوات.
مشكلتي مع الأول والثاني، فهما لا يسمعان الكلام، وأصبح الأكبر يدخن، والثاني عصبي لأقصى درجة، وغير مؤدب معي ومع أخواله، وللعلم فلقد كانا يحفظان القرآن في المسجد - تقريبا نصف القرآن -، لكن شيخ المسجد طردهم بسبب فرط حركتهم - وخاصة الأوسط - بعد شتمهما شتما بذيئا، مما زاد الطين بلة، وإحساسهم بالتحقير بعد وفاة أبيهم.
مع العلم أن أعمامهم لا يزورونهم ولا يسألون عنهم، وكذلك جديهما، بعد مشاكل كبيرة تتعلق بالإرث.
وسؤالي هو: كيف أكسب أولادي الأيتام وأكمل الرسالة وحدي؟! وكيف أزرع فيهم حب العلم وطلبه؟!
فأولادي لديهم إمكانيات جيدة ولكنهم لا يستغلونها، فأنا آمل أن يكونوا رجالا صالحين في المجتمع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يرحم زوجك، وأن يعينك على مواصلة المهمة التربوية، وأبشري بتأييد رب البرية إذا صدقت النية، وعاملت أولادك بالسوية، والتزمت في نفسك بشريعة الله المرضية، ومرحبا بك في موقعك مع آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية.
ومما يعينك – بعد توفيق الله – على السيطرة على الوضع، ما يلي:-
1- اللجوء إلى الله والدعاء لأبنائك فإن دعوة الوالدة أقرب للإجابة.
2- فهم طبيعة المرحلة التي يمر بها الأبناء، وخاصة الطفل الأوسط، فإنه يحاول التمرد على ضعف الطفولة، ويريد أن يضع قدمه على عتبات الرجولة.
3- طلب المساعدة من أخواله إذا قصر الأعمام.
4- تذكير الشيخ المعلم بالظروف الخاصة بهؤلاء الأبناء.
5- زيادة جرعة العطف والاهتمام بالأبناء.
6- إشعارهم بحاجة المنزل إلى وجودهم وخدماتهم.
7- محاورتهم على انفراد، وعدم إلقاء الأوامر عليهم مجردة، ولكن لابد من حوار وإقناع وأخذ ورد.
8- مشاورتهم في أمور المنزل وخاصة في الأشياء التي تخصهم.
9- احرصي على إبعادهم من قرناء السوء.
10- اهتمي بصلاتك وطاعتك لله، فإن أبناءنا يتأثرون بنا، وقد صدق من قال: (ليكن أول ما نبدأ به من تأديب أبنائنا تأديب أنفسنا، فإن أعينهم معقودة بأعيننا، فالحسن عندهم ما استحسناه، والقبيح عندهم ما استقبحناه)، فاستحسني الفضائل والقرآن والطاعات، وأبشري بذرية تطيع رب الأرض والسموات.
11- فحاولي الثناء على ما عندهم من الإيجابيات، وتجنبي التوبيخ والإهانات، وقولي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر: ( نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل )، كأن تقولي للأكبر: نعم الرجل أنت لو حرصت على صلاة الجماعة، وللثاني نعم الرجل أنت لو سمعت كلام من هو أكبر منك، وللثالث نعم الرجل أنت لو واصلت حفظ كتاب الله واجتهدت في دروسك، وهكذا تنمي الإيجابيات، ونشير بلطف إلى السلبيات .
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، والمواظبة على ذكره، ونسأل الله عز وجل أن يصلح الأحوال، ونتمنى أن تعود الأمور إلى وضعها الصحيح، ويتحمل الأعمام والأجداد مسئوليتهم، وسوف يعود الأولاد إلى صوابهم بإذن ربهم، طالما كان الأساس متينا.
وبالله التوفيق والسداد.