النت ومحادثة الشباب..كلما أتوب أعود!!

0 30

السؤال

مشكلتي النت منذ دخلته وأنا أعصي فيه الله، وفي نفس الوقت أندم وأتوب، وفي اليوم التالي أرجع لنفس الغلط وأتكلم في الجنس مع الشباب، وأندم وأعد ربي ألا أفعلها وأعود لها، فلا أدري ماذا أفعل؟

أصلي، وأقرأ القرآن، وأذكر الله كل يوم، وأنهض لصلاة الفجر، وأدعو الله أن يصلحني، مع أني لا أخرج من البيت، ولا أكلم الشباب أبدا؛ لكن هذا النت مشكلة، فأنا أشعر بالفراغ لهذا ألجأ له.

ليس لي صديقات، وأنا أحب أن أدردش مع أحد يفهمني؛ لكن لا أجد من أحكي أو أشتكي إليه إلا الله، أو أذهب إلى النت لأشغل فراغي.

أحيانا أتكلم بكل أدب؛ لكن هناك شباب لا يتركونني لأتكلم بأدب! قولوا لي ماذا أفعل، أرجوكم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Souma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن ننتظر من الفتاة التي تستطيع بتوفيق الله أن تنهض لصلاة الفجر أن تهجر مواقع الشر والعهر، وأن تتسلح بالإيمان والصبر، ونبشرها إن صدقت بالنصر والظفر، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوة الذين يحبون لك الخير.

لا شك أن النت موطن للذئاب، وبيئة لكل خائن كذاب، يتوارى خلف الأسماء المستعارة والألقاب، والسعيدة من وعظت بغيرها، والشقية هي التي يجعلها الله عبرة لغيرها.

أرجو أن أعلن لك إعجابي ببعدك عن محادثة الشباب، وأتمنى أن تكملي ما عندك من الخير بالبعد عن المواقع المشبوهة، فإن الشيطان يستدرج ضحاياه ويزين لهم الشر، ولذلك جاء النهي عن اتباع خطوات الشيطان، وأمرنا الله سبحانه باتخاذ الشيطان عدوا فقال سبحانه: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) [فاطر:6].

نحن ننصحك بتجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، وابحثي عن الصالحات في مراكز العلم والخيرات، فإن لم تجدي فاجعلي كتاب الله لك جليسا وأنيسا، فإنه صاحب لا يغش وجليس لا يمل، ودربي نفسك على المهارات النافعة، وأشغلي نفسك بكل ما يعود عليك بالفائدة.

لا يخفى على أمثالك خطورة السير في هذا الطريق المظلم على مستقبل الفتاة وعلى حياتها الأسرية، خاصة إذا علمنا أن الفتاة سريعة التأثر بالكلام، وكما قيل: (والغواني يغرهن الثناء)!

اتقي الله في نفسك، وحافظي على حياتك وسمعتك، واعلمي أن الذي يعرض نفسه للفتن لن يخرج سالما، وقل أن تجد الفتاة صادقا ناصحا، وذلك لأن الدين يمنع الكثير من محادثة النساء، ومن هنا وجد الفساق فرصتهم وضالتهم، وصادف ذلك إهمال الآباء والأمهات، وتقصيرهم في إعطاء الجرعات العاطفية المناسبة لأبنائهم وبناتهم، الأمر الذي جعلهم يتسولون العواطف، فاتقي الله في نفسك، واقتربي من أهلك ومحارمك، وأشغلي نفسك بالمفيد، وتمسكي بشريعة الحميد المجيد، وتذكري يوم الوعيد حين ينقسم الناس، فمنهم شقي وسعيد.

وها نحن نحذرك من خطورة التمادي في الطريق المظلم، واعلمي أن الدخول في الشات هين، ولكن التأمل في الخروج، فلا تفعلي ما يجلب لك الندم وخافي من الذي خلق الإنسان من عدم.

ونسأل الله أن يحفظك ويسددك.

مواد ذات صلة

الاستشارات