رغبة الزوج في التثنية.. بين الحق الشرعي والضرورة

0 438

السؤال

زوجي منذ فترة على علاقة بزميلته في العمل، وعندما كشفته اعترف أنه يريد الزواج بها، ويقسم أنه لا يستغني عني أبدا، وأنه متفق معها على ذلك ويريد مني الاستمرار معه، وعندما سألته: في ماذا قصرت؟ قال: إنني لست مقصرة أبدا ولكن اعتبريها (فراغة عين)، وعندي ولدان منه ولكني متزوجة منذ 6 سنوات، فماذا أفعل هل أستمر أم لا؟ مع العلم أنني كرهته لأنه فكر في غيري ورتب لذلك من ورائي وأنا لم أفعل شيئا، ومهتمة جدا بنفسي وببيتي وبه وأولادي، أرجو الرد سريعا لأحدد مصيري معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأرجو أن تواصلي الاهتمام بنفسك وببيتك ولا تكرهي زوجك، فإنه لم يفعل أمرا محرما إذا تزوج من أخرى، ولكنه يخالف أمر الله إذا كانت علاقته بالفتاة دون علم أوليائها ودون وجود رابطة شرعية، وعليه أن يستغفر الله ويذهب إلى أهل الفتاة ويعرض رغبته في الزواج وليس لك إلا المطالبة بالعدل بينكما ولا تستمعي لكلام المرجفات المحرضات، وراقبي رب الأرض والسموات، واعلمي أن من حقك أن تغاري أو تغضبي، ولكن ليس من حقك الخروج عن آداب الشرع، فلا تخربي على نفسك وحافظي على بيتك وانظري مصلحة أطفالك.

وإذا كان هذا الزوج قادرا على تحمل المسئوليات المادية، وقادرا على العدل فلا يحتاج لسبب من أجل الزواج بثانية أو ثالثة أو رابعة، ولا يعني ذلك أنك مقصرة معه، وهذا من الخطأ الذي نقع فيه حين نظن أن كل امرأة يتزوج عليها زوجها مقصرة في حقه، أو نقول: ماذا فعلت حتى يتزوج عليها؟ وكأننا نريد أن نجعل هذا الأمر الذي أباحته الشريعة عقوبة أو سيفا سلطا على المرأة، وهذا أحد الآثار السيئة لثقافة المسلسلات بل إننا نقول أن الرجل الذي يهدد أهله بالزوجة الثانية رجل ضعيف وظالم، وذاك لون من الضرر الذي رفعته الشريعة العادلة الرحيمة، وإذا قام الرجل بتهديد زوجته بالزواج عليها فإنه ينسف استقرار بيته، فما ينبغي أن يفعل ذلك حتى عن طريق المزاج، ولا يحتاج من يريد الزواج إلى أخذ الأذن من زوجته، ولكن ينبغي أن يكرمها ويمنحها ما يخفف عليها من الآثار حتى يشعرها أن مكانتها في القلب محفوظة.

وأرجو أن تعرف الصالحات أن في نساء السلف من كانت تجهز لزوجها زوجته الأخرى، وكانت أمهات المؤمنين يزرن النبي صلى الله عليه وسلم ويباركن له صبيحة زواجه عليهن، بل وجد في زماننا من تعيش مع أختها في الإسلام في مكان واحد وتبكي إذا مرضت ( ضرتها ) وكانوا يسمون المرأة الثانية ( الجارة ) وهكذا ينبغي أن يحتكم المسلمين والمسلمات إلى شريعة رب الأرض والسموات.

وأما بالنسبة لهذا الرجل فعليه أن يتقي الله ويغض طرفه ويكتفي بما رزقه الله من الحلال، فإن الإنسان إذا أطلق بصره في النساء لن يصل إلى نهاية، وليست المسألة لعبة حتى يقول اعتبريها ( فراغة عين ) فالزواج مسئولية وتبعات ومراقبة لرب الأرض والسموات، فعليه أن يقف مع نفسه في لحظة صدق ويتأكد من حاجته لزوجة ثانية ويطمئن إلى قدرته على العدل حتى لا يأتي يوم القيامة وشقه مائل.

ووصيتي للجميع بتقوى الله والاحتكام إلى شرعه، وأرجو أن تواصلي مشوار الحياة معه، وغدا سيعرف قيمتك، وأرجو أن تؤدي ما عليك، وتسألي الله الذي لك، وتعوذي بالله من الشيطان، وكوني عونا له على طاعة الرحمن، مع ضرورة أن تزيدي من الاهتمام بعد أن قمت بما عليك من النظافة والأناقة والنظام، وحاولي أن تحافظي على حقوقه مع رعايتك لأولاده، فإن الرجل طفل من الأطفال لا يحتمل الإهمال حتى ولو كان بسبب أولاده.

ونسأل الله أن يوفقك ويسددك، ولا تفكري في طلب الطلاق، ولا تحاولي إشعال المشاكل وزرع الشقاق.

وشكرا لك على السؤال، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات