السؤال
السلام عليكم:
أرجو منكم مساعدتنا في المشكلة التي تعيشها أختي، حيث تزوجت ابن خالتي، وبعد الإنجاب بفترة اختلف تعامله معها، وأصبح يعاملها بفتور، ويفتعل المشاكل، حتى إنه أقنع أهله بأنها مقصرة ولا تؤدي واجبها تجاهه.
لقد تحدث الأهل والأقارب معه، وأقسم على تعديل الوضع واحترامها، ولكن بعد فترة رجع مثل السابق، أختي حاليا تريد الطلاق لأنها سئمت منه، ووضع الخطأ عليها، وهو يريدها فقط لتربية ابنته والزواج بفتاة أخرى، حيث إن له علاقة بها قبل الزواج، وأهله رفضوا زواجه منها، فما العمل معه؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا كان الأهل يرفضون زواجه من تلك الفتاة، ولأختك منه طفلة؛ فلا ننصحها بطلب الفراق وندعوها لتكرار المحاولات والتوجه إلى رب الأرض والسموات.
مرحبا بك وبها في موقعكم، ونسأل الله أن يكتب لها التوفيق، وأن يجلب لكم الخيرات، ونحن ننصح كل امرأة بألا تقابل تقصير زوجها بالتقصير، لأنها ستقف بين يدي العليم الخبير، الذي يجازي كل نفس بما تسعى، كما أن الرجل سوف يسأل وحده ويأتي الله فردا، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)[الشعراء:227].
أرجو أن تجد منكم التشجيع، وذكروها بعواقب الطلاق وآثاره على طفلتها، وآثاره السلبية على تماسك الأسرة، فزوجها هو ابن خالتها وأبو ابنتها وأقرب الناس إليها، وإذا لم تصبر عليه فعلى من ستصبر؟! وحبذا لو قابلت إساءته بالإحسان، وتفادت أسباب المشاكل والخلافات، فإن العناد لا يولد إلا الشقاق والمشاكل، والشر لا يعالج بمثله، وقد قال رجل لزوجته في أول ليلة في حياته: إنني سيء الخلق. فقالت له: أسوأ منك من يدفعك إلى سوء الخلق. وعاشت معه في أسعد حياة.
الحياة الزوجية لا تقوم إلا ببذل الندى والصبر على الأذى، وهذا من لوازم ومكملات حسن العشرة، وهي حق مشترك بين الزوجين، والمرأة العاقلة تشكر لزوجها إحسانه، وتثني على إيجابياته وتتذكر محاسنه، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحار حسناته.
إذا تذكر الإنسان الإيجابيات ووضعها إلى جوار السلبيات استطاع أن يصل إلى القرار المناسب.
هذه وصيتي لك ولها بتقوى الله والحرص على ما يرضيه، واعلموا أن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الناس، وما حدث شقاق أو خلاف بين زوجين أو صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما.
لا عجب فإن الإنسان يرى أثر معصيته لله في نفسه وأهله وبيته، كما أن للطاعة انشراحا في الصدر وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، ويسرا في الأمر.
نسأل الله أن يسهل الأمور ويغفر الذنوب وأن يرد هذا الرجل إلى صوابه.
وبالله التوفيق والسداد.