السؤال
كيف الخلاص من الوحدة؟ لأنني منفصل، وأبحث دون جدوى عن إنسانة للزواج تكون ملتزمة، وأنا مدمن للنت ولكني أرجع بعد فترة من علاجي منه، ألوم نفسي أحيانا لأني أشعر بوحدة لأنني منفصل.
أريد زوجة تؤانسني؛ لأني بعمر متوسط بين الشباب والكبار، وأرجو أن تقولوا لي الحل الذي ينفعني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن رحلة الخلاص تبدأ بالتوجه إلى الكريم الفتاح، ثم ببذل أسباب النجاح، بعد التوكل على فالق الإصباح، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يرزقك الفلاح، وأن يحشرك في زمرة النبيين والصديقين والشهداء وأهل الصلاح.
لا يخفى على أمثالك أن النساء الملتزمات المحجبات يملأن المكاتب والمدارس والجامعات، فاختر لنفسك صاحبة الدين والأخلاق، وعاملها كما أمرك الخلاق، واعلم أن الرجل لا يستقر ولا يسعد بعد توفيق الله إلا إلى جوار امرأة يسكن إليها، ويجد عندها الدفء واللطف والاهتمام.
أما بالنسبة لتعاملك مع الإنترنت فنوصيك بعدم الدخول إلا على المواقع التي فيها الخير، وتجنب كل ما يغضب الله، واعلم أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ...الحديث.
لعلك تلاحظ معنا أن نصف الأسئلة كانت عن العمر، لأنه أغلى شيء، والوقت هو الحياة، وما من لحظة تمر إلا وهي خصم من الأعمار، فاحرص على طاعة القهار في ليلك والنهار، وأرجو أن تجد من يعاونك في البحث عن المرأة المناسبة، والدتك والأخوات وأهلك والأحباب، والإنسان يستطيع أن يجد العروس المناسبة، ولكن الأمر يحتاج إلى جدية واهتمام.
أرجو أن تعلم أن الإمام أحمد لما ماتت زوجته قال لهم بعد الثناء عليها زوجوني فإنني أكره أن أبيت ليلة وأنا أعزب، وعندما أصيب معاذ بن جبل رضي الله عنه في طاعون عامواس وسبقته إلى الآخرة زوجتاه، قال لهم زوجوني فإني أكره أن ألقى الله وأنا أعزب، فعجل -يا أخي الكريم- فخير البر عاجله، وسارع إلى تحصين نفسك، واعلم أن في ذلك عونا لك على طاعة ربك، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.
إذا وجدت صاحبة الدين فصل صلاة الاستخارة، وشاور أهل الخير والدراية، وتوكل على من بيده التوفيق والهداية، واعلم أن النت لن يكون بديلا للزوجة، وأنك مسئول عن كل ما تشاهده بين يدي الله، فلا تستخدم نعمة العين إلا في النظر إلى المباحات، ولا تستخدم نعمة الأذن إلا في سماع الخير والهداية، واتق الله في نفسك، وراقب الله في سرك، وأكثر من الذكر والتلاوة، وصل على من جاءنا بالهداية.
وبالله التوفيق والسداد.