كيفية التعامل مع الزوج الذي لا يحسن تدبير أمور المعيشة

0 669

السؤال

زوجي مسرف! إذا اقتصدنا يرسل الباقي إلى أهله، مع العلم أننا ليس لدينا بيت، وقد قام بصرف بعض المال الذي أملكه بدون علمي! كما أن لدينا أبناء، وأنا أصبحت أرى كل أعماله خطأ، وكلما يقترب مني أشعر بالضيق، ولا أعرف ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليس عيبا أن يساعد أهله، ولكن ليس له أن يأخذ منك فلسا واحدا إلا برضاك وموافقتك.
ونسأل الله تعالى أن يحفظك ويرعاك، وأن يبارك لكما في الأرزاق والأولاد، وأن يعينكم على طاعة رب العباد، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن تكونوا على وفاق.

ولا شك أن الإسراف مذموم! ولكن أرجو ألا تعتبري الصرف على أهله إذا كانوا محتاجين نوعا من الإسراف، ولكن إذا وضع المال في غير مواضعه الصحيحة وأنفقه من غير حاجة، أو كان إنفاقه فوق المطلوب، فكل ذلك مرفوض وعواقبه غير طيبة.

ولا يخفى على أمثالك أن التدبير نصف المعيشة كما يقال، فحاوري زوجك في هدوء واختاري الوقت المناسب، ولا تربطي مناقشتك بصرفه على أهله، ولكن تناولي معه الموضوع بشكل عام، وحاولي معه رسم مستقبل أسرتكم الصغيرة، مع ضرورة أن تحافظي على أموالك الخاصة وتحتاطي لها، خاصة إذا لم يكن الزوج محتاجا إليها لأشياء ضرورية وأساسية، وحتى في هذه الحال ينبغي أن يأخذ منك برضا وطيب نفس، وبعد علمك وموافقتك التامة على ذلك، فإن فعل غير ذلك فالأمر مرفوض من الناحية الشرعية.

ونحن نتمنى أن يدور الحوار في مثل هذه الأمور بعيدا عن الأطفال والأهل؛ حتى لا يتأثر الأطفال ويحصل الحرج مع الأهل ويفتح أبواب التدخلات السلبية في حياتكما، وأرجو أن تعلمي أن ما بينكما أكبر من الدرهم والدينار.

وأرجو أن لا تقولي له أن كل أعمالك أخطاء، ولا تسمحي للمشاعر السالبة بالنمو، ولا تجعلي الأمور تتراكم في نفسك، فإن ذلك يحدث الانفجار، واعلمي أن في قيامه بدوره تجاه أهله مصلحة لك وله؛ لأن ذلك من أسباب التوفيق والاستقرار، واعلمي أن أولى الناس بالرجل أمه، وأولى الناس بالمرأة زوجها، فلا تضعيه أمام الخيار الصعب، وتذكري أن إنفاقه على والديه من واجباته إذا كانوا فقراء محتاجين.

ولا مانع من مطالبته بالمزيد من العمل والاجتهاد؛ حتى تتمكنوا من امتلاك منزل خاص وليس في ذلك إشكال، واقتربي من زوجك ولا تنفري منه وتذكري ما عنده من إيجابيات، واعلمي أنه أخوك في الإسلام، وهو أبو أولادك وله معك عشرة طويلة، وتعوذي بالله من الشيطان واشغلي نفسك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وعمري دارك بطاعة من لا يغفل ولا ينام، وأكثري من الاستغفار وواظبي على الصلاة والسلام على خير الأنام.

واعلمي أن الاستقامة على هذه الطاعات تجلب الأرزاق والبركات، ومرحبا بك مجددا ونسأل الله أن يقدر لكما الخير في حياتكما، وأن يؤلف بين قلبيكما وأن يصلح حالكما.

وبالله التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات