السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور محمد عبدالعليم: أسأل الله أن يعينك علينا وأن يجزيك خير الجزاء.
أنا صاحب الاستشارة رقم: (256907)، وأحببت أن أسألك في هذه الاستشارة عن مثبتات المزاج، ما هي أفضلها لمثل حالتي، وأكثرها تأثيرا؟ وما الذي يترتب عليها؟ علما بأني متقلب المزاج، ففي بعض الأوقات تجدني منشرح الصدر، وفي البعض الآخر ضائق الصدر، ومرات أكون قلقا، ومرات يصيبني الخوف، وغيرها من تقلبات المزاج، والتي تعيقني عن إنجاز مهام حياتي على أكمل وجه.
وسؤالي الثاني: هو أني من فترة إلى فترة تباغتني حالة من القلق شبه الشديد، فتجدني أريد أن أنام لكي أتخلص منها، فما الحل؟ وهل أخذ الزناكس ينفع معها؟
وسؤالي الثالث عن التدخين - والذي أسأل الله أن يعافيني ويعافي إخوني المسلمين منه - وهو: إذا تركت التدخين تجدني قلقا ومتوترا حتى ولو طالت المدة، فآخر مرة تركت فيها التدخين وصلت إلى تسعة أشهر، وكنت أمارس الرياضه بانتظام، ولكني انهرت في الفترة الأخيرة ورجعت للتدخين، كما أني أحس بالتوتر بعد فترة من ممارسة الرياضة. فما الأسباب في رأيك؟
وجزاك الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا على سؤالك هذا، وعلى تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وعلى الثقة التي وضعتها في هذه الاستشارات.
وأما بالنسبة لتقلب المزاج، والأدوية الثلاثة التي ذكرتها فكلها أدوية جيدة، ولكن تقلب المزاج المتكرر يستجيب بصورة أفضل للدباكين كرونو، فالدباكين كرونو هو الأفضل في التقلب المزاجي المتكرر، وكل الدراسات قد أثبتت ذلك، أما اللمكتال فهو جيد في تقلب المزاج الذي يكون الاكتئاب فيه هو الأغلب أو الأكثر، والتجرتول يفيد بالنسبة لتقلب المزاج المتباعد الذي يحدث كل أربعة أو خمسة أشهر، وهكذا، إذن؛ فالدواء الأمثل لحالتك هو الدباكين كرونو.
وأما بالنسبة للقلق والخوف فإني أرى أنك يمكن أن تأخذ أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والخوف، مثل الفلونكسول، فهو دواء بسيط وجيد جدا لو تناولته بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم نصف مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقفت عنه، فسوف يساعدك كثيرا، وبالطبع التفكير الإيجابي، ومواجهة الخوف، وعدم التكاسل، والفعالية، وإدارة الوقت بصورة ممتازة، وممارسة الرياضة – وأنت تمارسها ولله الحمد - كلها -إن شاء الله- تساعدك في التغلب على هذا القلق والخوف.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني - وهو أيضا يتعلق بالقلق - فأقول لك إن الفلونكسول أفضل من الزاناكس، فالزاناكس أعرف أنه مريح، وأعرف أنه يؤدي إلى تحسن النوم، ولكنه إدماني، فحين تتناول الفلونكسول -إن شاء الله- سوف تجد أن القلق ابتدأ في الاختفاء، وابتدأ النوم يتحسن، ولا بد أيضا بالطبع أن تحسن من صحتك النومية بالآليات الأخرى المتمثلة في ممارسة الرياضة، وعدم النوم النهاري لفترات طويلة، وتناول الحليب الدافئ قبل النوم، وأن تثبت وقت الفراش خاصة في الليل، وكن حريصا على أذكارك، وقم بإجراء بعض تمارين الاسترخاء، فكلها -يا أخي- تفيد كثيرا، وصدقني إن تمارين الاسترخاء والرياضة هي من أفضل الطرق لمعالجة التدخين، وهذا التدخين وهذا التوتر الذي يصيبك أرى أن الرياضة سوف تفيدك.
وبالنسبة للتدخين، وهذه الانتكاسات التي تنتابك، أنا أتفق معك أن 20-25% من المدخنين هم عرضة للانتكاسة، ولكن إذا قوى الإنسان إرادته، وكان أكثر عزيمة وقوة، وتذكر الشر والضرر الذي يأتي له من التدخين لا شك أن ذلك سوف يكون رادعا نفسيا داخليا ليوقفه عن هذه العادة، وأرى أنك قد اطلعت أن الكثير من العلماء الأجلاء أفتوا بتحريم التدخين، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.
إذن؛ هذا يجب أن يكون أيضا مانعا قويا، فيجب أن نقيس الأمور بمقياسها الشرعي قبل مقاييسها الدنيوية، فهذه أمور تفيدنا كثيرا لأن الإنسان حين يأخذ الأمور بمنحاها الشرعي يتقبلها دون نقاش كثير أو دون تبريرات، أو دون دفاعات نفسية واهية مثل النكران.
فاعزم - أخي - على أن لا تعود للتدخين، و-إن شاء الله- الأدوية التي تتناولها خاصة الفلونكسول، والدباكين سوف تحسن من مزاجك، وتقلل من التوتر.
كما أني أنصحك بأن تمارس الرياضة وأن تستمر عليها، فأنا أعتقد أن إحساسك بالتوتر المصاحب للرياضة، فهنالك بعض الناس يحدث لهم اضطراب في إفراز مادة تعرف باسم إنكفلين، وهذه المادة تفرز مع ممارسة الرياضة، وإذا حدث فيها نوع من الخلل أو الاضطراب الشديد ربما يؤدي ذلك إلى التوتر، وفي هذه الحالة نقول للإنسان عدل من الطريقة التي تمارس بها الرياضة، إذا كانت مساء مارسها في الصباح، وإذا كانت لساعة مارسها لنصف ساعة في اليوم، ثم بعد ذلك زد عليها، وهكذا، أو غير من نوعية الرياضة، وهذا - إن شاء الله - يؤدي إلى الاستقرار.
وهنالك دواء مضاد للاكتئاب يعرف باسم زبان (Zyban)، يعرف باسم تجاري آخر وهو (Wellbutrin)، وهذا الدواء يقال بأنه يساعد الناس على الإقلاع عن التدخين، ولا مانع من أن تجربه، وجرعته هي 150 مليجراما صباحا ومساء، وتناوله لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى 150 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم توقف عنه.
وهنالك من يستعمل لاصقات النيكوتين، وهنالك من يستعمل نوع من الحلويات التي تحتوي على النيكوتين لفترة، وهذه الأمور يمكن محاولتها ولكن الإرادة تعتبر هي الركيزة الأساسية، فأقلع عن التدخين وكن قويا، وتذكر كما أنك تتركه في أثناء الصيام، يمكنك أن تصوم عنه طول الدهر.
وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق.